أقول:الأنباء الّتى بلغته عليه السّلام
هى أخبار ما جرى بين الأنصار و المهاجرين من المشاجرة في أمر الإمامة و ايقاعهم
البيعة لأبى بكر،و خلاصة القصّة أنّه لمّا قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و
سلّم اجتمعت الأنصار في سقيفة بنى ساعدة:و هى صفّة كانوا يجتمعون بها فخطبهم سعد
بن عبادة،و مدحهم في خطبته و أغراهم بطلب الإمامة.و قال:إنّ لكم سابقة في الإسلام
ليست لقبيلة من العرب.إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم لبث في قومه بضع
عشرة سنة يدعوهم إلى عبادة الرحمن فما آمن به من قومه إلاّ قليل،و اللّه ما كانوا
يقدرون أن يمنعوه و لا يدفعوا عنه ضيما حتّى أراد اللّه بكم خير الفضيلة،و ساق
إليكم الكرامة،و رزقكم الايمان به و الإقرار بدينه.فكنتم أشدّ الناس على من تخلّف
عنه منكم،و أثقله على عدوّه من غيركم حتّى استقاموا لأمره و دانت لأسيافكم العرب،و
انجز اللّه لنبيّكم الوعد و توفّاه و هو عنكم راض.فشدّوا أيديكم لهذا الأمر.فأنتم
أحقّ الناس به.فأجابوه جميعا إن وفّقت و أصبت لم نعد و أن نولّيك هذا الأمر.و أتى
الخبر أبا بكر و عمر فجاء امسرعين إلى السقيفة فتكلّم أبو بكر فقال للأنصار:ألم
تعلموا أنّا معاشر المهاجرين أوّل الناس إسلاما؟ و نحن عشيرة رسول اللّه صلى اللّه
عليه و آله و سلّم و أنتم أنصار الدين و وزراء رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و
سلّم و إخواننا في كتاب اللّه،و أنتم المؤثرون على أنفسهم و أحقّ الناس بالرضاء
بقضاء اللّه و التسليم لما ساق اللّه إلى إخوانكم،و أن لا يكون انتقاض هذا الدين
على أيديكم،و أنا أدعوكم إلى بيعة أبى عبيدة أو عمر فكلاهما قد رضيت لهذا
الأمر.فقال عمرو أبو عبيدة:ما ينبغي لأحد من الناس أن يكون فوقك أنت صاحب الغار،و
ثانى اثنين،و أمرك رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم بالصلوة.
فأنت أحقّ بهذا الأمر.فقالت الأنصار:نحن
أنصار الدار و الايمان لم يعبد اللّه علانية إلاّ عندنا و في بلادنا،و لا عرف
الايمان إلاّ من أسيافنا،و لا جمعت الصلاة إلاّ في مساجدنا.فنحن أولى بهذا
الأمر.فإن أبيتم فمنّا أمير و منكم أمير.فقال عمر:هيهات لا يجمع سيفان في غمد إنّ
العرب لا ترضى أن تؤمّركم و بينها من غيركم.فقال الحباب بن المنذر:نحن
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 2 صفحه : 184