[و قوله:نسأل اللّه تعالى.إلى قوله:كأبة.]
و قوله: نسأل اللّه تعالى.إلى قوله:كأبة.
خاتمة الخطبة،و سأل اللّه الخلاص عن امور ثلاثة:
الأوّل:أن يخلّصه من شدّة الفرج بنعمة الدنيا فإنّ ذلك من لوازم محبّتها المستلزمة للهلاك الأبدىّ.
الثاني :أن لا تقصر به غاية عن طاعة ربّه:أى لا يقصر عن غاية من غايات الطاعة يقال قصرت هذه الغاية بفلان إذا لم يبلغها.
الثالث :أن لا تحلّ به بعد الموت ندامة و لا حزن و ذلك سؤال لحسم أسبابها و هو اتّباع الهوى في الدنيا و العدول عن طاعة اللّه.و باللّه العصمة.
62-و من خطبة له عليه السّلام
«الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي» لَمْ تَسْبِقْ لَهُ حَالٌ حَالاً- فَيَكُونَ أَوَّلاً قَبْلَ أَنْ يَكُونَ آخِراً- وَ يَكُونَ ظَاهِراً قَبْلَ أَنْ يَكُونَ بَاطِناً- كُلُّ مُسَمًّى بِالْوَحْدَةِ غَيْرَهُ قَلِيلٌ- وَ كُلُّ عَزِيزٍ غَيْرَهُ ذَلِيلٌ وَ كُلُّ قَوِيٍّ غَيْرَهُ ضَعِيفٌ- وَ كُلُّ مَالِكٍ غَيْرَهُ مَمْلُوكٌ وَ كُلُّ عَالِمٍ غَيْرَهُ مُتَعَلِّمٌ- وَ كُلُّ قَادِرٍ غَيْرَهُ يَقْدِرُ وَ يَعْجَزُ- وَ كُلُّ سَمِيعٍ غَيْرَهُ يَصَمُّ عَنْ لَطِيفِ الْأَصْوَاتِ- وَ يُصِمُّهُ كَبِيرُهَا وَ يَذْهَبُ عَنْهُ مَا بَعُدَ مِنْهَا- وَ كُلُّ بَصِيرٍ غَيْرَهُ يَعْمَى عَنْ خَفِيِّ الْأَلْوَانِ وَ لَطِيفِ الْأَجْسَامِ- وَ كُلُّ ظَاهِرٍ غَيْرَهُ بَاطِنٌ وَ كُلُّ بَاطِنٍ غَيْرَهُ غَيْرُ ظَاهِرٍ- لَمْ يَخْلُقْ مَا خَلَقَهُ لِتَشْدِيدِ سُلْطَانٍ- وَ لاَ تَخَوُّفٍ مِنْ عَوَاقِبِ زَمَانٍ- وَ لاَ اسْتِعَانَةٍ عَلَى نِدٍّ مُثَاوِرٍ وَ لاَ شَرِيكٍ مُكَاثِرٍ وَ لاَ ضِدٍّ مُنَافِرٍ- وَ لَكِنْ خَلاَئِقُ مَرْبُوبُونَ وَ عِبَادٌ دَاخِرُونَ- لَمْ يَحْلُلْ فِي الْأَشْيَاءِ