responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 164

تعيين لما خلقوا له و وعدوا بالوصول إليه و أنّه لا حايل بينهم و بينه إلاّ الموت.

قال بعض الشارحين:و هذا الكلام ممّا يصلح متمسّكا للحكماء في تفسيرهم للجنّة و النار فإنّهم لمّا قالوا:إنّ الجنّة تعود إلى المعارف الإلهيّة و لوازمها،و النار تعود إلى حبّ الدنيا و الميل إلى مشتهياتها.و تمكّن الهيئات الرديئة في جوهر النفس و عشقها بعد المفارقة لما لا يتمكّن من العود إليه كمن نقل عن مجاورة معشوقه و الالتذاذ به إلى موضع ظلمانىّ شديد الظلمة مع عدم تمكّنه من العود إليه كما قال تعالى «قٰالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صٰالِحاً فِيمٰا تَرَكْتُ كَلاّٰ» 1الآية.و كان إدراك لذّة المعارفة التامّة، و إدراك ألم النار بالمعنى أمرا يتحقّق حال مفارقة هذا البدن.إذ كان الإنسان في عالم الشهادة في إدراكه لما حصل في نفسه و تمكّن من الهيئات كعضو مفلوج غطّى خدره على ألمه فإذا أزال الخدر أحسّ بالألم فكذلك النفس بعد الموت تدرك مالها من لذّة أو ألم كما هو لزوال الشواغل البدنيّة عنها.

قلت:و هذا الكلام أيضا ظاهر على مذهب المتكلّمين إذ جاء في الخبر أنّ العبد يكشف له الموت عمّا يستحقّه من جنّة أو نار ثمّ يؤجّل ذلك إلى قيام القيامة الكبرى .

[و قوله:و إنّ غاية.إلى قوله:المدّة.]

كناية و قوله: و إنّ غاية.إلى قوله:المدّة.

كنّى بالغاية عن الأجل المعلوم للإنسان ثمّ نبّه على قصره و حقارته بأمرين:

أحدهما:كونه تنقصه اللحظة:أى النظرة.و هو ظاهر فإنّ كلّ جزء من الزمان فرصة قد مضى من مدّة الإنسان منقص لها.

الثاني: استعارة بالكناية كونه تهدمها الساعة .كنّى بالساعة عن وقت الموت،و لا شكّ أنّ الآن الّذي تنقطع فيه علاقة النفس مع البدن غاية لأجل الإنسان.و غاية الشيء هى ما يتعلّق عندها الشيء فكنّى بالهدم عن ذلك الانقطاع و الانتهاء كناية بالمستعار.و ظاهر أنّ مدّة هذا شأنها في غاية القصر .

[و قوله:و إنّ غائبا.إلى قوله:الأوبة]

و قوله: و إنّ غائبا.إلى قوله:الأوبة.

أشار بالغائب إلى الإنسان إذ كانت الدنيا عالم غربته و محلّ سفره،و منزله الحقيقىّ

1) 23-101

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست