نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 2 صفحه : 156
ع و اعلم:أنّ هذا نصّ منه عليه السّلام
بأنّهم كانوا طالبين للحقّ،و بيانه أنّ معظم رؤسائهم كانوا على غاية من المحافظة
على العبادات كما نقل عن الرسول صلى اللّه عليه و آله و سلّم حيث وصفهم فقال:حتّى
أنّ صلاة أحدكم لتحتقر في جنب صلاتهم.و كانوا مشهورين بالصلاح و المواظبة على حفظ
القرآن و درسه إلاّ أنّهم بالغوا في التجرّى و شدّة الطلب للحقّ حتّى عبروا عن
فضيلة العدل فيه إلى رذيلة الإفراط فوقعوا في الفسق و مرقوا من الدين.
فإن قلت:كيف نهى عن قتلهم.
قلت:جوابه من وجهين:
أحدهما:أنّه عليه السّلام إنّما نهى عن
قتلهم بعده على تقدير أن يلزم كلّ منهم نفسه و يشتغل بها و لا يعيث في الأرض فسادا
و هو إنّما قتلهم حيث أفسدوا فى زمانه و قتلوا جماعة من الصالحين كعبد اللّه بن
خبّاب،و شقّوا بطن امرأته و كانت حاملا و دعوا الناس إلى بدعتهم و مع ذلك كان يقول
لأصحابه حين سار إليهم:لا تبدءوهم بالقتال حتّى يبدءوكم به و لم يشرع في قتلهم
حتّى بدءوه بقتل جماعة من أصحابه.
الثاني:أنّه يحتمل أن يقال:إنّه إنّما
قتلهم لأنّه إمام عادل رأى الحقّ في ذلك، و إنّما نهى عن قتلهم بعده لأنّه علم
أنّه لا يلي هذا الأمر بعده من له بحكم الشريعة أن يقتل و يتولّى أمر الحدود،و من
لا يعرف مواضعها.و باللّه التوفيق.
59-و من كلام له عليه السّلام
لما خوف من الغيلة
وَ إِنَّ عَلَيَّ مِنَ اللَّهِ جُنَّةً
حَصِينَةً- فَإِذَا جَاءَ يَوْمِي انْفَرَجَتْ عَنِّي وَ أَسْلَمَتْنِي-
فَحِينَئِذٍ لاَ يَطِيشُ السَّهْمُ وَ لاَ يَبْرَأُ الْكَلْمُ أقول:قد كان عليه
السّلام خوّف من غيلة ابن ملجم-لعنه اللّه-مرارا.روى:أنّ الأشعث لقيه متقلّدا سيفه
فقال له:ما يقلّدك السيف و ليس بأوان حرب؟فقال:أردت أنحربه جزور القرية.فأتى
الأشعث عليّا عليه السّلام فأخبره و قال:قد عرفت ابن ملجم و فتكه فقال عليه
السّلام:ما
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 2 صفحه : 156