responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 150

من حقن دماء المأمورين و نجاتهم بامتثال الأمر به.و أمّا التبرّء فليس بصفة قوليّة فقط بل يعود إلى المجانبة القلبيّة و المعاداة و البغض و هو المنهّى عنه هاهنا فإنّه أمر باطن يمكنهم الانتهاء عنه و لا يلحقهم بسبب تركه و عدم امتثال الأمر به ضرر.و كأنّه لحظ فيها قوله تعالى «إِلاّٰ مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمٰانِ وَ لٰكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ» 1الآية و قوله في السبّ : فإنّه لى زكاة و لكم نجاة .إشارة إلى أسباب ترخيصه في سبّه أمّا نجاتهم بسبّه فظاهرة و أمّا كونه زكاة له فلوجهين:

أحدهما:ما روى في الحديث أنّ ذكر المؤمن بسوء هو زكاة له،و ذمّه بما ليس فيه زيادة في جاهه و شرفه.

الثاني:أنّ الطباع تحرص على ما تمنع منه و تلحّ فيه.فالناس لمّا منعوا من ذكر فضائله و الموالاة له و الزموا سبّه و بغضه ازدادوا بذلك محبّة له و إظهارا لشرفه،و لذلك إنّه عليه السّلام سبّه بنو اميّة ألف شهر على المنابر فما زاد ذكره على ذلك إلاّ علوّا و لا ازداد الناس في محبّته إلاّ غلوّا.و المنقول أنّ الّذي أمر بقطع سبّه عمر بن عبد العزيز،و وضع مكان سبّه من الخطبة «إِنَّ اللّٰهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسٰانِ» الآية،و لذلك قال كثير بن عبد الرحمن يمدحه:

و ليت فلم تشتم عليّا و لم تخف برّيا و لم تقبل إساءة مجرم

و فيه يقول الرضىّ الموسوى:

يا ابن عبد العزيز لو بكت العين فتى من اميّة لبكيتك

أنت نزّهتنا عن الشتم و السبّ و لو كنت مجزيا لجزيتك

غير أنّى أقول إنّك قد طبت و إن لم يطب و لم يزك بيتك

و قوله : فإنّى ولدت على الفطرة .إلى آخره.

تعليل لحسن الانتهاء عن البراءة منه و وجوبه.و أراد بالفطرة فطرة اللّه الّتي فطر الناس عليها و هى بعثهم إلى عالم الأجسام مأخوذا عليهم ميثاق العبوديّة و الاستقامة على سنن العدل في سلوك صراطه المستقيم ،و أراد بسبقه إلى الإسلام و الهجرة سبقه إلى طاعة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم فيما جاء به من الدين و صحبته له و مهاجرته معه مستقيما في كلّ ذلك

1) 16-108

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست