نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 2 صفحه : 148
إشارة إلى حصول غايتهم الّتي قصدوها
بجهاد العدوّ(اللّه خ)و هى استقرار الإسلام في قلوب عباد اللّه. استعارة مرشحة و
استعار لفظ الجران ،و رشحّ تلك الاستعارة بالإلقاء ملاحظة لشبهه بالبعير الّذي أخذ
مكانه ، استعارة بالكناية و كذلك استعار لفظ التبوّء و نسبه إلى الأوطان تشبيها له
بمن كان من الناس خائفا متزلزلا لا مستقر له ثمّ اطمأنّ و استقرّ في وطنه.و استعار
لفظ الأوطان لقلوب المؤمنين،و كنّى بتبوّء أوطانه عن استقراره فيها .
[و قوله:و لعمرى لو كنّا نأتي.إلى
قوله:عود.]
و قوله: و لعمرى لو كنّا نأتي.إلى
قوله:عود.
رجوع إلى مقصوده الأصلىّ و هو تنبيه
أصحابه على تقصيرهم.و المعنى لو قصّرنا يومئذ كتقصيركم الآن و تخاذلكم لما حصل ما
حصل من استقامة الدين، استعارة بالكناية و كنّى بالعمود للدين عن قوّته و معظمه
كناية بالمستعار،و كذلك باخضرار العود للايمان عن نضارته في النفوس،و لاحظ في
الاولى تشبيه الإسلام بالبيت ذى العمود،و في الثانية تشبيهه الايمان بالشجرة ذات
الأغصان .
[و قوله:و أيم اللّه لتحتلبنّها دما.]
استعارة و قوله: و أيم اللّه لتحتلبنّها
دما.
استعار لفظ حلب الدم لثمرة تقصيرهم و
تخاذلهم عمّا يدعوهم إليه من الجهاد، و لاحظ في تلك الاستعارة تشبيههم لتقصيرهم في
أفعالهم بالناقة الّتي اصيب ضرعها بآفة من تفريط صاحبها فيها ،و الضمير المؤنّث
مبهم يرجع في المعنى إلى أفعالهم،و كذلك الضمير في قوله : و لتتبعنّها ندما فإنّ
ثمرة التفريط الندامة.و دما و ندما منصوبان على التميز.
و قد اتّفق في هذا الفصل نوعان من السجع
فاللقم و الألم سجع متوازى،و جرانه و أوطانه مطرّف،و كذلك عمود و عود و دما و
ندما.و باللّه التوفيق.