responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 128

الأعلام الإشارة بقوله تعالى «سَنُرِيهِمْ آيٰاتِنٰا فِي الْآفٰاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتّٰى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ» 1.

و أعلم أنّ هذا الطريق من الاستدلال هى طريق الملّيّين و سائر فرق المتكلّمين فإنّهم يستدلّون أوّلا على حدوث الأجسام و الأعراض،ثمّ يستدلّون بحدوثها و تغيّراتها على وجود الخالق،ثمّ بالنظر في أحوال المخلوقات على صفاته واحدة واحدة.مثلا بإحكامها و إتقانها على كون فاعلها عالما حكيما.و بتخصيص بعضها بأمر ليس للآخر على كونه مريدا.و نحو ذلك،و كذلك الحكماء الطبيّعيّون يستدلّون أيضا بوجود الحركة على محرّك،و بامتناع اتّصال المتحرّكات لا إلى أوّل على وجود محرّك أوّل غير متحرّك،ثمّ يستدلّون من ذلك على وجود مبدء أوّل،و أمّا الإلهيّون فلهم في الاستدلال طريق آخر و هو أنّهم ينظرون أوّلا في مطلق الوجود أ هو واجب أو ممكن،و يستدلّون من ذلك على إثبات واجب،ثمّ بالنظر في لوازم الوجوب من الوحدة الحقيقيّة على نفى الكثرة بوجه ما المستلزمة لعدم الجسميّة و العرضيّة و الجهة و غيرها،ثمّ يستدلّون بصفاته على على كيفيّة صدور أفعاله عنه واحدا بعد آخر،و ظاهر أنّ هذا الطريق أجلّ و أشرف من الطريق الاولى،و ذلك لأنّ الاستدلال بالعلّة على المعلول أولى البراهين بإعطاء اليقين لكون العلم بالعلّة المعيّنة مستلزما للعلم بالمعلول المعيّن من غير عكس.و لمّا كان صدر الآية المذكورة إشارة إلى الطريقة الاولى فتمامها إشارة إلى هذه الطريقة و هو قوله تعالى «أَ وَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ» قال بعض العلماء:و إنّه طريق الصدّيقين الّذين يستشهدون به لا عليه:أى يستدلّون بوجوده على وجود كلّ شيء إذ هو منه،و لا يستدلّون عليه بوجود شيء،بل هو أظهر وجودا من كلّ شيء فإن خفى مع ظهوره فلشدّة ظهوره،و ظهوره سبب بطونه،و نوره هو حجاب نوره إذ كلّ ذرّة من ذرّات مبدعاته و مكوّناته فلها عدّة ألسنة تشهد بوجوده و بالحاجة إلى تدبيره و قدرته.

لا يخالف شيء من الموجودات شيئا في تلك الشهادات و لا يتخصّص أحدها بعدم الحاجات، و قد ضرب العلماء الشمس مثلا لنوره في شدّة ظهوره فقالوا:إنّ أظهر الإدراكات الّتي

1) 41-53

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 2  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست