نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 2 صفحه : 117
الّذي يطلب به إنطاق مادحه بمدحه من
الكرم و الحميّة و الرقّة و نحوها،فكأنّه قصد إسكات مادحه بهروبه فأزوى عليه ذلك،و
قال:إنّه لم ينطقه بمدحه فكيف يقصد إسكاته بهروبه،و إن كان العاقل لا يتصوّر منه
قصد إسكات مادحه عن مدحه إلاّ أنّه لاختياره الهروب المستلزم لإسكات المادح صار
كالقاصد له فنسب إليه.
الثاني:أن يكون المراد أنّه قد جمع بين
غايتين متنافيتين:إنطاقه لمادحه بفداء للأسرى،مع إسكاته بهربه قبل تمام إنطاقه.و
هو وصف له بسرعة إلحاقه لفضيلته برذيلته حتّى كأنّه قصد الجمع بينهما،و هذا كما
تقول في وصف سرعة تفرّق الأحباب عن اجتماعهم:ما اجتمعوا حتّى افترقوا:أى لسرعة
افتراقهم كأنّ الدهر قد جمع لهم بين الاجتماع و الافتراق.
الثاني:قوله: و لا صدّق واصفه حتّى
بكّته.
و المفهوم منه كالمفهوم من الّذي قبله.
قوله : و لو أقام .إلى آخره.
لمّا أشار إلى خطأه أردفه بما يصلح
جوابا لما عساه يكون عذرا له لو اعتذر و هو توهّمه التشديد عليه في أمر الباقى من
المال حتّى كان ذلك الوهم سبب هزيمته،و في بعض الروايات:لو أقام لأخذنا منه ما قدر
عليه فإن أعسر أنظرناه فإن عجز لم نأخذ بشيء.و الأوّل هو المشهور.و باللّه
التوفيق.