نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 2 صفحه : 111
الّذين بايعوك و أنت برىء من دم عثمان
كنت كأبى بكر و عمر و عثمان و لكنّك أغريت بعثمان و خذلت عنه الأنصار فأطاعك
الجاهل و قوى بك الضعيف،و قد أبى أهل الشام إلاّ قتالك حتّى تدفع إليهم قتلة عثمان
فإن فعلت كانت شورى بين المسلمين.و لعمرى ما حجّتك علىّ كحجّتك على طلحة و الزبير
لأنّهما بايعاك و لم ابايعك،و ما حجّتك على أهل الشام كحجّتك على أهل البصرة
لأنّهم أطاعوك و لم يطعك أهل الشام.فأمّا شرفك في الإسلام و قرابتك من النبىّ صلى
اللّه عليه و آله و سلّم و موضعك من قريش فلست أدفعه،و كتب في آخر الكتاب قصيدة
كعب بن جميل.
أرى الشام تكره أهل العراق و أهل
العراق لها كارهونا
و قد ذكرنا بعضها قبل،و يروى أنّ الكتاب
الّذي كتبه عليه السّلام مع جرير كانت صورته:إنّى قد عزلتك ففوّض الأمر إلى جرير و
السلام.و قال لجرير:صن نفسك عن خداعه فإن سلّم إليك الأمر و توجّه إلىّ فاقم أنت
بالشام،و إن تعلّل بشىء فارجع.
فلمّا عرض جرير الكتاب على معاوية تعلّل
بمشاورة أهل الشام و غير ذلك فرجع جرير.
فكتب معاوية في أثره على ظهر كتاب علىّ
عليه السّلام:من ولاّك حتّى تعزلنى و السلام.
[اللغة]
و أقول: الاستعداد : التهيّؤ للأمر .و
الخداع : الأخذ بالحيلة .و الأناة . الاسم من التأنّى و الرفق .و أرودوا : أمهلوا
.و نقمت الأمر بفتح القاف : أنكرته .
[المعنى]
[فقوله:إنّ استعدادى.إلى قوله:إن أرادوه
.]
فقوله: إنّ استعدادى .إلى قوله: إن
أرادوه.
المراد أنّ أهل الشام في زمان كون جرير
عندهم هم في مقام التروّى و التفكّر في أىّ الأمرين يتّبعون.و إن لم يكن كلّهم
فبعضهم كذلك فلو اعتدّ هو للحرب في تلك الحال لبلغهم ذلك فاحتاجوا إلى الاستعداد
أيضا و التأهّب للقائه فكان ذلك الاستعداد سببا لغلق الشام بالكلّيّة ،و صرفا لمن
يكون في ذهنه تردّد في هذا الأمر أوفى قلبه اللحقوق به عمّا يريد و ذلك مناف
للحزم.
[و قوله:قد وقّت.إلى قوله:عاصيا .]
و قوله: قد وقّت.إلى قوله:عاصيا.
أى قد وقّت له وقتا يصل إلينا فيه لا
يتخلّف عنه إلاّ لأحد مانعين إمّا خداع فيهم له و مواعيد مخلّفة بالجواب ليهيّؤوا
امورهم في تلك المدّة،و إمّا عصيان منه و مخالفة.
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 2 صفحه : 111