responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 83

المعاني الكلّيّة الحاصلة للنفس و تمثّلها بصور جزئيّة و تخطّها إلى لوح الخيال للصور فتبقى تلك الصور شاهدة للحسّ المشترك،ثمّ إن كانت المناسبة حاصلة بوجه ما كما إذا تصوّر المعنى بصورة ضدّه أو لازم من لوازمه احتيج حينئذ إلى التعبير،و فائدة التعبير التحليل و رجوع الفكر بالعكس من الصورة الخياليّة إلى المعنى النفسانيّ،و إن لم تكن هناك مناسبة أصلا كانت الرؤيا أضغاث أحلام،و أمّا في حال اليقظة فالسبب في ذلك هو أنّ النفس الناطقة متى قويت و كانت وافية بضبط الجوانب المتجاذبة و لم يكن اشتغالها بتدبير البدن عائقا لها عن ملاحظة مباديها و الاتّصال بالحضرة الإلهيّة و كانت المتخيّلة بحيث تقوى على استخلاص الحسّ المشترك و ضبطه عن الحواسّ الظاهرة فإنّ النفس و الحال هذه إذا توجّهت إلى الجناب المقدّس لاستعلام ما كان أو ما سيكون افيضت عليها الصور الكلّيّة لتلك الامور،ثمّ إنّ النفس تستعين في ضبط تلك الامور الكلّيّة بالقوّة المتخيّلة فتحاكي تلك المعاني بما يشبهها من الامور المحسوسة ثمّ تحطّه إلى خزانة الخيال فيصير مشاهدا للحسّ فربما سمع الإنسان كلاما منظوما و شاهد منظرا بهيّا يخاطبه بكلام فيما يحبّه من أفعاله فان كان لا تفاوت بين تلك المعاني و الصور إلاّ في الكلّيّة و الجزئيّة كان ذلك وحيا صريحا و إلهاما و إلاّ احتاج إلي التأويل.

و أمّا المقام الثالث-و هو صدور الإخبار بالامور الغيبيّة عنه فستعلمها في مواضع كثيرة من هذا الكتاب إنشاء اللّه تعالى لا يقال:لا نسلّم أنّ ذلك علم ألهمه اللّه إيّاه و أفاضه عليه بل الرسول صلى اللّه عليه و آله أخبره بوقائع جزئيّة من ذلك و حينئذ لا يبقي بينه و بين غيره فرق في هذا المعنى فإنّ الواحد منّا لو أخبره الرسول صلى اللّه عليه و آله بشيء من ذلك لكان له أن يحكى ما قال الرسول،و أن وقع المخبر به على وفق قوله،و يدلّ على ذلك قوله بعد وصف الأتراك و قد قال له بعض أصحابه في ذلك المقام:لقد أعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب فضحك و قال للرجل و كان كلّبيّا:يا أخا كلب ليس هذا بعلم غيب و إنّما هو تعلّم من ذي علم و إنّما علم الغيب علم الساعة و ما عدّده اللّه سبحانه من قوله «إِنَّ اللّٰهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السّٰاعَةِ وَ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَ يَعْلَمُ مٰا فِي الْأَرْحٰامِ» من ذكر و انثى و قبيح و جميل و شقيّ و سعيد و من يكون للنار حطبا أو في الجنان للنبيّين مرافقا فهذا علم الغيب الّذي لا يعلمه أحد إلاّ اللّه و ما سوى

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست