responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 317

رجأ أن يكون قد أصاب،و خوف الخطأ و رجاء الإصابة من لوازم الحكم مع عدم الدراية(يب ) كناية كونه جاهلا خبّاط جهالات ،و الجهالات جمع جهلة فعلة من الجهل،و قد تقدم أنّ وزن فعّال يبنى للفاعل من الامور المعتادة الّتي يكثر فعلها،و ذكر الجهل هاهنا بزيادة و هي كثرة الخبط فيه و كنّى بذلك عن كثرة الأغلاط الّتي يقع فيها في القضايا و الأحكام فيمشي فيها على غير طريق حقّ من القوانين الشرعيّة و ذلك معنى خبطه (يج)كونه عاشيا ركّاب عشوات،و هي إشارة إلى أنّه لا يستليح نور الحقّ في ظلمات الشبهات إلاّ على ضعف لنقصان ضوء بصيرته فهو يمشي فيها على ما يتخيّله دون ما يتحقّقه و كثيرا ما يكون حاله كذلك،و لمّا كان من شأن العاشي إلى الضوء في الطرق المظلمة تارة يلوح له فيمشي عليه و تارة يخفى عنه فيضلّ عن القصد و يمشي على الوهم و الخيال كذلك حال السالك في طرق الدين من غير أن يستكمل نور بصيرته بقواعد الدين و يعلم كيفيّة سلوك طرقه فإنّه تارة يكون نور الحقّ في المسألة ظاهرا فيدركه و تارة يغلب عليه ظلمات الشبهات فتعمى عليه الموارد و المصادر فيبقى في الظلمة خابطا و عن القصد جائرا(يد) كناية كونه لم يعضّ على العلم بضرس قاطع كناية عن عدم إتقانه للقوانين الشرعيّة و إحاطته بها يقال فلان لم يعضّ على الأمر الفلاني بضرس إذا لم يحكمه،و أصله أنّ الإنسان يمضغ الشيء ثمّ لا يجيد مضغه فمثّل به من لم يحكم ما يدخل فيه من الأمور (يه) تشبيه كونه يذرى الروايات إذراء الريح الهشيم ،و وجه التشبيه أنّ الريح لمّا كانت تذرى الهشيم و هو ما تكسّر من نبت الأرض و يبس فتخرجه عن حدّ الانتفاع به كذلك المتصفّح للروايات لمّا لم يهتد إلى وجه العمل بها و لم يقف على الفائدة منها فهو يقف على رواية اخرى و يمشي عليها من غير فائدة (يو)أنّه غير مليّ بإصداره ما يرد عليه إشارة إلى أنّه ليس له قوّة على إصدار الأجوبة عمّا يرد عليه من المسائل فهو فقير منها(يز)كونه لا يحسب العلم في شيء ممّا أنكره يقال فلان لا يحسب فلانا في شيء بالضمّ من الحساب أي لا يعدّه شيئا و يعتبره خاليا من الكمال و الفضيلة،و المراد أنّه ينكر العلم كسائر ما أنكره فهو لا يعدّه شيئا و لا يفرده بالحساب و الاعتبار و عنى بالعلم الحقيقيّ الّذي ينبغي أن يطلب و يجتهد في تحصيله لا ما يعتقده الموصوف علما ممّا قمشه و جمعة فإنّ كثيرا من الجهّال ممّن يدعى العلم

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 317
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست