نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 1 صفحه : 297
الاستحسان- و إن
حظ العجب منه أكثر من حظ العجب به- و فيه مع الحال التي وصفنا زوائد من الفصاحة-
لا يقوم بها لسان و لا يطلع فجها إنسان- و لا يعرف ما أقول إلا من ضرب في هذه
الصناعة بحق- و جرى فيها على عرق- «وَ مٰا يَعْقِلُهٰا
إِلاَّ الْعٰالِمُونَ» أقول:في هذا الفصل فصول من الخطبة الّتي أشرنا إليها في الكلام
الّذي قبله،و كذلك في الفصل الّذي بعده،و نحن نوردها بتمامها ليتّضح ذلك،و هي
الحمد للّه أحقّ محمود بالحمد و أولاه بالمجد إلها واحدا صمدا أقام أركان العرش
فأشرق لضوء شعاع الشمس خلق فأتقن و أقام فذلّت له وطاه المستمكن،و أشهد «لاٰ
إِلٰهَ إِلاَّ اللّٰهُ»
وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله أرسله
بالنور الساطع و الضياء المنير أكرم خلق اللّه حسبا و أشرفهم نسبا لم يتعلّق عليه
مسلم و لا معاهد بمظلمة بل كان يظلم.أمّا بعد فإنّ أوّل من بغى على الأرض عناق
ابنة آدم كان مجلسها من الأرض جريبا و كان لها عشرون إصبعا،و كان لها ظفران
كالمخلبين فسلّط اللّه عليها أسدا كالفيل و ذئبا كالبعير و نسرا كالحمار،و كان ذلك
في الخلق الأوّل فقتلها و قد قتل اللّه الجبابرة على أسوء أحوالهم،و إنّ اللّه
أهلك فرعون و هامان و قتل هارون بذنوبهم ألا و إنّ بليّتكم قد عادت كهيئتها يوم
بعث اللّه نبيّكم صلى اللّه عليه و آله و الّذي بعثه بالحقّ لتبلبلنّ بلبلة و
لتغربلنّ غربلة و لتساطنّ سوط القدر حتّى يعود أسفلكم أعلاكم و أعلاكم أسفلكم و
ليسبقنّ سابقون كانوا قصّروا و ليقصّرنّ سبّاقون كانوا سبقوا و اللّه ما كتمت و
شمة و لا كذبت كذبة و لقد نبّئت بهذا اليوم و هذا المقام ألا و إنّ الخطا يا خيل
شمس حمل عليها أهلها و خلعت لجمها فتقحّمت بهم في النار فهم فيها كالحون ألا و إنّ
التقوى مطايا ذلل حمل عليها أهلها فسارت بهم تأوّدا «حَتّٰى إِذٰا جٰاؤُهٰا» ظلاّ ظليلا« «فُتِحَتْ
أَبْوٰابُهٰا وَ قٰالَ لَهُمْ خَزَنَتُهٰا سَلاٰمٌ
عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهٰا خٰالِدِينَ» » 1ألا و قد سبقني هذا الأمر من لم اشركه
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 1 صفحه : 297