responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 294

.

[القسم الثاني]

أَرْضُكُمْ قَرِيبَةٌ مِنَ الْمَاءِ بَعِيدَةٌ مِنَ السَّمَاءِ- خَفَّتْ عُقُولُكُمْ وَ سَفِهَتْ حُلُومُكُمْ- فَأَنْتُمْ غَرَضٌ لِنَابِلٍ وَ أُكْلَةٌ لِآكِلٍ وَ فَرِيسَةٌ لِصَائِلٍ

[اللغة]

أقول: السفه رذيلة تقابل الحلم و تعود إلى الطيش و عدم الثبات ،و الاكلة اسم للمأكول ،

[المعنى ]

و قد علمت أنّ قوله أرضكم قريبة من الماء بعيدة من السماء ممّا حكاه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله في الفصل المتقدّم أمّا قرب أرضهم من الماء فإشارة إلى أنّها موضع‌ها بط مستقل من الأرض و قريب من البحر فهو بصدد أن يعلوها بملاقاه دجلة و ذلك مشاهد في دخول الماء حدائقهم و سقيه بساتينهم في كلّ يوم مرّة أو مرّتين،أمّا كونها بعيدة من السماء فبحسب استفالها عن غيرها من الأرض،و قيل إنّ من أبعد موضع في الأرض عن السماء الابلّة،و أنّ ذلك مما دلّت عليه الأرصاد و برهن عليه أصحاب علم الهيئة،و قال بعضهم:إنّ كون ذلك في معرض الذّم يصرفه عن مظاهره و إنّما الإشارة إلى أنّهم لمّا كانوا بالأوصاف المذمومة الّتي عددها فيهم كانوا بعداء عن نزول الرحمة عليهم من سماء الجود الإلهيّ مستعدّين لنزول العذاب،و يصدق في العرف أن يقال فلان بعيد من السماء إذا كان كما ذكرناه ، قوله خفّت عقولكم إشارة إلى قلّة استعدادهم لدرك وجوه المصالح و ضعف عقولهم عن تدبير أحوالهم و تسرّعهم إلى مالا ينبغي لغفلتهم عمّا ينبغي و هو وصف لهم برذيلة الغباوة،قوله و سفهت حلومكم إشارة إلى وصفهم برذيلة السفه و الخفّة المقابلة للحلم،قوله فأنتم غرض لنابل و اكلة لآكل و فريسة لصائل هذه الأوصاف الثلاثة لازمة عن خفّة عقولهم و سفه حلومهم و لذلك عقّبها بها لأنّ طمع القاصد لهم بأنواع الأذى إنّما ينشأ من العلم بقلّة عقليّتهم لوجوه المصالح و سفههم فيقصدهم بحسن تدبيره، استعارة بالكناية السجع المطرّف-السجع المتوازي و الأوّل من هذه الأوصاف كناية عن كونهم مقصدا لمن يريد أذاهم ،و الثاني كناية عن كونهم في معرض أن يطمع في أموالهم و نعمتهم و يأكلها من يقصد أكلها ،و الثالث عن كونهم بصدد أن يفترسهم من يقصد قتلهم و إهلاكهم،و استعار لفظ الغرض و الاكلة و الفريسة لهم،و وجوه المشابهة فيها ظاهرة.و قد راعى في هذه القرائن السجع ففي الاوليين السجع المطرّف و في الاخريين بعدهما و الثلاث السجع المتوازي

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست