لما أظفره اللّه
بأصحاب الجمل،و قد قال له بعض أصحابه:وددت أن أخى فلانا كان شاهدنا ليرى ما نصرك
اللّه به على أعدائك فَقَالَ لَهُ ع أَ هَوَى أَخِيكَ مَعَنَا فَقَالَ نَعَمْ-
قَالَ فَقَدْ شَهِدَنَا- وَ لَقَدْ شَهِدَنَا فِي عَسْكَرِنَا هَذَا أَقْوَامٌ فِي
أَصْلاَبِ الرِّجَالِ- وَ أَرْحَامِ النِّسَاءِ- سَيَرْعَفُ بِهِمُ الزَّمَانُ وَ
يَقْوَى بِهِمُ الْإِيمَانُ بئ
[المعنى]
بئأقول : أ هوى أخيك
معنا أي محبّته و ميله.
قوله فقد شهدنا .حكم بالحضور
بالقوّة أو بحضور نفسه و همّته على تقدير محبّته للحضور و كم إنسان يحضر بحضور
همّته و إن لم يحضر ببدنه كثير نفع إمّا باستجلاب الرجال أو بتأثير الهمّة في
تفريق أعداء اللّه كما تفعله همم أولياء اللّه بحيث لا يحصل مثل ذلك النفع من
أبدان كثيرة حاضرة و إن قويت و عظمت.
قوله و لقد شهدنا
في عسكرنا هذا أقوام في أصلاب الرجال و أرحام النساء. تأكيد لحضور أخ القائل بالإشارة إلى من
سيوجد من أنصار الحقّ الذابّين عنه و عباد اللّه الصالحين الشاهدين معه عليه
السّلام أيضا،و الشهادة شهادة بالقوّة أي أنّهم موجودون في أكمام الموادّ بالقوّة،
و من كان في قوّة أن يحضر من أنصار اللّه فهو بمنزلة الحاضر الموجود بالفعل في
نصرته إذا وجد.
استعارة قوله
سيرعف بهم الزمان .استعار لفظ الرعاف و هو الدم الخارج من أنف الإنسان لوجودهم و
فيه تشبيه للزمان بالإنسان و إنّما نسب وجودهم إلى الزمان لأنّه من الأسباب
المعدّة لقوابل وجودهم ،و نحوه قول الشاعر:
و ما رعف الزمان
بمثل عمرو و لا تلد النساء له ضريبا
قوله و يقوى بهم الإيمان ظاهر.و باللّه التوفيق
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 1 صفحه : 288