responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 258

للإقالة من هذا الأمر إنّما هو لثقله و كثرة شرائطه و شدّة مراعاة إجراء أحوال الخلق مع اختلاف طباعهم و أهوائهم على قانون واحد و خوفه أن تعثر به مطايا الهوى فترديه في موارد الهلاك،و على هذا التقدير فكلّما كانت مدّة ولاية الإنسان لهذا الأمر أقصر كان خوفه أقلّ و كانت متاعبه أيسر و أسهل،و سبيل طالب الإقاله من هذا الأمر و أمثاله و مقتضى طلبه لذلك أن يتحرّى قلّة متاعب هذا الأمر و يجتهد في الخلاص منه مهما أمكنه ذلك فإذا رأيناه متمسّكا بهذا الأمر مدّة حياته و عند وفاته يعقده لآخر بعده فيتحملّ مضارّ هذا الأمر في حال الحياة و بعد الوفاة فلا بدّ و أن يغلب على الظنّ أنّ طلبه للإقالة لم يكن عن قصد صحيح فيصير ذلك الظنّ مقابلا لما اشتهر عنه من العدالة و ذلك محلّ التعجّب،و هذا بخلاف ما اشتهر بالفسق و النفاق فإنّه لا يتعجّب من فعله لو خالف قوله.

استعارة قوله لشدّ ما تشطّرا ضرعيها .اللام للتأكيد و ما مع الفعل بعدها في تقدير المصدر و هو فاعل شدّ و الجملة من تمام التعجّب،و قد استعار عليه السّلام لفظ الضرع هاهنا للخلافة،و هي استعارة مستلزمة لتشبيهها بالناقة،و وجه المشاركة المشابهة في الانتفاع الحاصل منها،و المقصود وصف اقتسامهما لهذا الأمر المشبّه لاقتسام الحالبين أخلاف الناقة بالشدّة على من يعتقد أنّه أحقّ بها منهما أو على المسلمين الّذين يشبهون الأولادلها ، كناية و قوله فصيّرها في حوزة خشناء كنّى بالحوزة عن طباع عمر فإنّها كانت توصف بالجفاوة و الغلظ في الكلام و التسرّع إلى الغضب و ذلك معنى خشونتها.

استعارة بالكناية قوله يغلظ كلامها و يخشن مسّها .استعار لتلك الطبيعة وصفين:أحدهما غلظ الكلم و هو كناية عن غلظ المواجهة بالكلام و الجرح به فإنّ الضرب باللسان أعظم من و خز و السنان،و الثاني جفاوة المسّ و هي كناية عن خشونة طباعه المانعة من ميل الطباع إليه المستلزمة للأذى كما يستلزم مسّ الأجسام الخشنة.

قوله و يكثر العثار و الاعتذار منها .إشارة إلى ما كان يتسرّع إليه عمر من الأحكام ثمّ يعاود النظر فيها فيجدها غير صائبة فيحتاج إلى الاعتذار،و الضمير في منها يعود إلى الطبيعة المعبّر عنها بالحوزة فمن ذلك ما روى أنّه أمر برجم امراة زنت و هي حامل فعلم عليّ عليه السّلام بذلك فجاء إليه و قال له:إن كان لك سلطان عليها فما سلطانك على ما في بطنها،دعها

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست