responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 247

الغرور استعارة لطيفة فإنّ الفجور لمّا كان هو الخروج عن ملكة العفّة و الزهد و تجاوزها إلى طرف الإفراط منهم،و كان معنى الزرع إلقاء الحبّ في الأرض استعار عليه السّلام لفظ الزرع لبذر الفجور في أراضي قلوبهم،و لأنّ انتشاره عنهم و نموّه فيهم يشبه نموّ الزرع و انتشاره في الأرض،و لمّا كان غرورهم و غفلتهم عن الطريق المستقيم بسبب عدولهم عنها و تجاوزهم إلى طرف الإفراط و مهاوي الهلاك و هو مادّة تماديهم في غيّهم و زيادة فجورهم و عدولهم عن سواء السبيل أشبه الماء الّذي هو سبب حياة الزرع و نموّه و مادّة زيادته و لأجلها يناسب استعارة لفظ السقي الّذي هو خاصّة الماء له و نسبته إليهم،ثمّ لمّا كانت غاية ذلك الفجور هلاكهم في الدنيا بالسيف و في الآخرة بعذابها لا جرم أشبهت تلك الغاية الثمرة فاستعير لكونها غاية لهم لفظ الحصاد و نسب إليهم و قد اشتملت لفظ هذه الألفاظ مع حسن الاستعارة على الترصيع قال الوبري-رحمه اللّه-الإشارة بهذا الكلام إلى الخوارج،و قيل في المنافقين كما ورد مصرّحا به في بعض النسخ،و أقول:يحتمل أن يكون متناولا لكلّ من نابذه عليه السّلام و خرج عن طاعته زاعما أنّه بذلك متعصّب للدين و ناصر له،و ذلك لأنّ الفجور كما عرفت عبور و تجاوز إلى طرف الإفراط و كلّ من نابذه و هو مدّعي أنّه طالب للحقّ فقد خرج في طلبه للحقّ عن حاقّ العدل و تعدّاه إلى طرف الفجور و الغلوّ و يدخل في ذلك القاسطون و هم أصحاب معاوية،و المارقون و هم الخوارج و من في معناهم إذ زعم الكلّ أنّهم بقتاله طالبون للحقّ ناصرون له.

قوله لا يقاس بآل محمّد عليهم السّلام من هذه الأمّة أحد .إلى آخره.مدح لهم مستلزم لإسقاط غيرهم عن بلوغ درجتهم و استحقاق منزلتهم،و الكلام و إن كان عامّا في تفضيل آل محمّد على كلّ من عداهم من امّته إلاّ أنّه خرج على سبب و هو قتاله عليه السّلام مع معاوية فهو إذن مشير إلى تفضيل نفسه على معاوية و عدم ترشّحه للخلافة،فقوله لا يقاس بآل محمّد من هذه الامّة أحد و لا يسوىّ بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا .إشارة إلى عدم مناسبة غيرهم لهم في الفضل،و النعمة هاهنا نعمة الدين و الإرشاد إليه،و الحكم ظاهر الصدق فإنّ المنعم عليه بمثل هذه النعمة الّتي لا يمكن أحدا أن يقابلها بجزاء لا يتأهّل أبدا أن يصير في قوّة المنعم،و خواصّه الّذين اختصّهم بمزيدها على حسب استحقاقهم و استعدادهم التامّ الوافر

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست