responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 241

و التخويف بالعقوبات الواقعة بأهل الجنايات كما قال تعالى «أَ فَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنٰا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسٰاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَآيٰاتٍ لِأُولِي النُّهىٰ» 1و هذا الإنذار مؤيّد للحجج و الخطابات الشرعيّة في حقّ من لم يرزق صفاء ذهن يؤثّر فيه مجرّد الخطابات فيحتاج إلى التحذير و ار.

قوله و الناس في فتن انجذم فيها حبل الدين إلى قوله و قام لواؤه.

أقول:يحتمل أن يكون الواو في قوله و الناس للابتداء،و يكون ذلك منه عليه السّلام شروعا في ذمّ أحوال زمانه و ما هم فيه من البلاء و المحنة و المخاوف و الحروب بسبب تشتّت أهوائهم و اختلاف آرائهم،و غرضه عليه السّلام تنبيه السامعين على ما عساهم غافلين عنه ممّا فيه من الفتن المشتملة على المذامّ الّتي عدّدها لينّبهوا من رقدة الغفلة،و يشمّروا في سلوك سبيل الحقّ عن ساق الجدّ و الاجتهاد،و ذكر من المذامّ الّتي حصل الناس عليها بسبب ما هم فيه من الفتن امورا يرجع حاصلها و إن تعدّدت إلى ترك مراسم الشريعة،و عدم سلوك سبيل الحقّ،و ارتكاب طريق الباطل فانقطاع حبل الدين إشارة إلى انحراف الخلق عن سواء السبيل و عدم تمسّكهم بأوامر اللّه سبحانه حال وقوع تلك الفتن، استعارة و استعمال لفظ الحبل هاهنا و في التنزيل الإلهيّ« «وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّٰهِ جَمِيعاً» »استعارة لقانون الشريعة المطلوب منها لزومه و التمسّك به،و كذلك استعمال السواري إمّا لقواعد الدين و أركانه المأمور بتشييدها كالجهاد الّذي هو أقوى مطالبة لذلك الوقت من الناس،و يكون المراد بتزعزعها عدم استقامتها و استقرار الناس عليها مجازا.و إمّا لأهل الدين الّذي به يقوم و رجاله العاملين به الّذين لم يأخذهم في اللّه لومة لائم،و تزعزعها موت اولئك أو خوفهم من الأعداء المارقين و كلّ ذلك استعارة لطيفة و وجوه المشابهة فيها ظاهرة ،و أشار باختلاف النجر إلى اختلاف الأصل الّذي كان يجمع الخلق و الفطرة الّتي فطر الناس عليها و وردت الشريعة بلزومها فإنّها كانت متّفقة بوجود الرسول صلى اللّه عليه و آله فاختلف بعده بسلوك كلّ فرقة مذهبا غير الاخرى على أنّ النجر هو الحسب أيضا،و الحسب هو الدين،فيحتمل أن يريد و اختلف الدين،و أشار بتشتّت الأمر إلى تفرّق كلمة المسلمين، استعارة و بقوله و ضاق المخرج و عمى المصدر إلى أنّ الخلق بعد

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 241
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست