نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 1 صفحه : 225
و يدخل في ذلك
محادثة النساء بشأن الجماع المحرّم فإنّها تهيّج داعيته و هي مقدّمة له فتحرم،و من
لطف الشارع إقامة مظنّة الشيء مقام الشيء حسما لمادّته،و الفسوق الخروج عن طاعة
اللّه،و الجدال هو المماراة و الخصومة الموجبة للضغائن و الأحقاد و افتراق كلمة
الخلق(الحقّ)،و كلّ ذلك ضدّ مقصود الشارع من الحجّ و شغل عن ذكر اللّه،الخامس أن
يحجّ ماشيا مع القدرة و نشاط النفس فإنّ ذلك أفضل و أدخل للنفس في الإذعان
لعبوديّة اللّه،و قال بعض العلماء:الركوب أفضل لما فيه من مئونة الإنفاق،و لأنّه
أبعد من الملال و أقلّ للأذى و أقرب إلى السلامة و أداء الحجّ،و هذا التحقيق غير
مخالف لما قلناه، و الحقّ التفصيل،فيقال:من سهل عليه المشى فهو أفضل فإن أضعف و
أدّى إلى سوء خلق و قصور عن العمل فالركوب أفضل لأنّ المقصود توفّر القوى على ذكر
اللّه تعالى و عدم المشتغلات عنه.السادس أن يركب الزاملة دون المحمل لاشتماله على
زىّ المترفين و المتكبّرين و لأنّه أخفّ على البعير اللهمّ إلاّ لعذر.حجّ رسول
اللّه صلى اللّه عليه و آله على راحلته و كان تحته رحل رثّ و قطيفة خلقة قيمته
أربعة دراهم و طاف على الراحلة لينظر الناس إلى هيئته و شمائله،و قال:خذوا عنّي
مناسككم.السابع أن بخرج رثّ الهيئة أقرب إلى الشعث غير مستكثر من الزينة و أسباب
التفاخر فيخرج بذلك عن حزب السالكين و شعار الصالحين.و روى عنه صلى اللّه عليه و
آله أنّه قال:إنّما الحاجّ الشعث التفث يقول اللّه تعالى لملائكته انظروا إلى
زوّار بيتي قد جاءوني شعثا غيرا من كلّ فج.و قال تعالى «ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ» و التفث الشعث و
الاغبرار و قضاؤه بالحلق و تقليم الأظفار.الثامن أن يرفق بالدابّة و لا يحملها ما
لا تطيق كان أهل الورع لا ينامون على الدابّة إلاّ عفوة من قعود قال صلى اللّه
عليه و آله:لا تتّخذوا ظهور دوّابكم كرسيّ،و يستحبّ أن ينزل عن دابّته غدوّة و
عشيّة يروّحها بذلك فهو سنّة، و سرّ ذلك مراعاة الرقّة و الرحمة و التخلّي عن
القسوة و الظلم و لأنّه يخرج بالعسف عن قانون العدل و مراعاة عناية اللّه و شمولها
فإنّها كما لحقت الإنسان لحقت سائر الحيوان التاسع أن يتقرّب بإراقه دم و يجتهد أن
يكون سمينا ثمينا روى أنّ عمر أهدى نجيبة فطلبت منه بثلاثة مائة دينار فسأل رسول
اللّه صلى اللّه عليه و آله أن يبيعها و يشترى بثمنها بدنا فنهاه رسول اللّه صلى
اللّه عليه و آله و قال:بل اهدها و ذلك لأنّ المقصود ليس تكثير اللحم و إنّما
المقصود تزكية
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 1 صفحه : 225