responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 223

[اللغة]

أقول: يألهون إليه أي يشتدّ وجدهم و شوقهم إليه و أصل الهمزة هاهنا الواو من و له إذا تحيّر من شدّة الوجد ،و السماع جمع سامع كسامر و سماع و المبادرة المسارعة ، و الوفادة القدوم للاسترفاد و الانتفاع ،

[المعنى]

و اعلم أنّا لمّا بيّنا وجوب العبادات و أشرنا إلى وجه الحكمة فيها فبالحريّ أن نشير إلى وجه الحكمة في خصوص الحجّ من جملتها،و نؤخّر تفصيل باقيها إلى مواضعه،و إنشاء اللّه فأمّا الحجّ فإنّك لمّا عرفت أنّ الغرض الأوّل من العبادات هو جذب الخلق إلى جناب الحقّ بالتذكير له و دوام إخطاره بالبال لتجلّى لك الأسرار على طول التذكار،و ينتهى في ذلك من أخذت العناية بيده إلى مقام المخلصين فمن جملة أسرار اللّه سبحانه المنزلة على لسان رسوله تعيين موضع من البلاد أنّه أصلح المواضع لعبادة اللّه،و أنّه خاصّ له و لا بدّ أنّ تبنى مثل هذه الأوضاع على إشارات و رموز إلى مقاصد حقيقيّة يتنبّه لها من أخذ التوفيق بزمام عقله إليها،و لا بدّ من تعيين أفعال تفعل في ذلك المكان و أنّها إنّما تفعل في ذات اللّه سبحانه،و أنفع المواضع المعيّنة في هذا الباب ما كان مأوى الشارع و مسكنه فإنّ ذلك مستلزم لذكره،و ذكره مستلزم لذكر اللّه سبحانه و ذكر ملائكته و اليوم الآخر،و لمّا لم يمكن في المأوى الواحد أن يكون مشاهدا لكلّ أحد من الامة فالواجب إذن أن يفرض إليه مهاجرة و سفر و إن كان فيه نوع مشقّة و كلفة من تعب الأسفار و إنفاق المال و مفارقة الأهل و الولد و الوطن و البلد،و نحن نذكر فضيلته من جهة السمع ثمّ نشير إلى ما ينبغي أن يوظّف فيه من الآداب الدقيقة و الاعمال الباطنة عند كلّ حركة و ركن من أركان الحجّ مما يجرى من تلك الأركان مجرى الأرواح للأبدان فإذن

هاهنا أبحاث.

البحث الأوّل-أمّا الفضيلة

فمن وجوه:الأوّل قوله تعالى «وَ أَذِّنْ فِي النّٰاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجٰالاً وَ عَلىٰ كُلِّ ضٰامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ» 1قال قتادة:لمّا أمر اللّه عزّ و جلّ خليله إبراهيم عليه السّلام أن يؤذّن في الناس و نادى أيّها الناس إنّ للّه بيتا فحجوّه،و قال تعالى «لِيَشْهَدُوا مَنٰافِعَ لَهُمْ» 2قيل:التجارة في المواسم و الأجر في الآخرة،و لمّا سمع بعض السلف هذا قال غفر لهم و ربّ الكعبة،الثاني قال عليه السّلام:من حجّ و لم يرفث و لم يفسق خرج

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست