responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 208

.

قوله و خلّف فيكم ما خلّفت الأنبياء في اممها إذ لم يتركوهم هملا بغير طريق واضح و لا علم قائم.

أقول:لمّا كان هذا الشخص الّذي هو النبيّ ليس ممّا يتكوّن وجود مثله في كلّ وقت لما أنّ المادّة الّتي تقبل كمال مثله إنّما يقع في قليل من الأمزجة وجب إذن أن يشرع للناس بعده في امورهم سنّة باقية بإذن اللّه و أمره و وحيه و إنزاله الروح القدس عليه،و واجب أن يكون قد دبّر لبقاء ما يسنّه و يشرعه في امور المصالح الإنسانيّة تدبيرا و الغاية من ذلك التدبير هو بقاء الخلق و استمرارهم على معرفة الصانع المعبود و دوام ذكره و ذكر المعاد،و حسم وقوع النسيان فيه مع انقراض القرآن الّذي يلي النبيّ و من بعده فواجب إذن أن يأتيهم بكتاب من عند اللّه و يكون وافيا بالمطالب الإلهيّة و الأذكار الجاذبة إلى اللّه سبحانه و لإخطاره بالبال في كلّ حال مشتملا على أنواع من الوعد على طاعة اللّه و رسوله بجزيل الثواب عند المصير إليه،و الوعيد على معصيته بعظيم العقاب عند القدوم عليه و لا بدّ أن يعظّم أمره و يسنّ على الخلق تكراره و حفظه،أو بحثه و دراسته و تعلّمه و تعليمه و تفّهم معانيه و مقاصده ليدوم به التذكّر للّه سبحانه،و الملاء الأعلى من ملائكته ثمّ يسنّ عليهم أفعالا و أعمالا تتكرّر في أوقات مخصوصة تتقارب و يتلو بعضها بعضا مشفوعة بألفاظ تقال و نيّات تنوى في الخيال ليحصل بها دوام تذكّر المعبود الأوّل و ينتفع بها في أمر المعاد و إلاّ فلا فائدة فيها،و هذه الأفعال كالعبادات الخمس المفروضة على الناس و ما يلحقها من الوظائف و لمّا بدء عليه السّلام هاهنا بذكر الكتاب العزيز لكونه مشتملا على ذكر سائر ما جاء به الرسول صلى اللّه عليه و آله إمّا مطابقة أو التزاما و في بسط قوانينه الكليّة بحسب السنّة النبويّة وفاء بجميع المطالب الإلهيّة،فنحن نبدء بذكر شرفه و وظائفه و شرائط تلاوته و نؤخّر الكلام في باقي العبادات إلى مواضعها.

البحث الثاني-في فضيلة الكتاب

أمّا الفضيلة فمن وجوه.

الأوّل-قوله تعالى «وَ هٰذٰا ذِكْرٌ مُبٰارَكٌ أَنْزَلْنٰاهُ أَ فَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ» 1«كِتٰابٌ أَنْزَلْنٰاهُ إِلَيْكَ مُبٰارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيٰاتِهِ وَ لِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبٰابِ» 2و قوله «وَ مٰا كٰانَ هٰذَا الْقُرْآنُ»

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست