responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 185

التارك لظواهر ما جاءت به الأنبياء يجد من حرسة الدين و حفظته شهابا يحرقه و يؤدّيه،و ثانيها النفوس العالمة المخالفة للشريعة و النواميس الإلهيّة التابعة لقواها في مقتضى طباعها و هؤلائهم من شياطين الجنّ و مردتها،و ثالثها النفوس الجاهلة إلاّ أنّها متمسّكة بظواهر الشريعة منقادة لها،و هؤلائهم المسلمون من الإنس،و رابعها النفوس الجاهلة التاركة للشريعة و العمل بها التابعة لمقتضى الطبيعة،و هؤلائهم شياطين الإنس قالوا:و بهذا البيان لا يبقي بين قول اللّه سبحانه« «إِلاّٰ إِبْلِيسَ كٰانَ مِنَ الْجِنِّ» »و بين استثنائه من الملائكة المقتضي لدخوله فيهم و كونه منهم فرق بل هو من الملائكة باعتبار من الجنّ باعتبار و من الشياطين باعتبار،و الشيطان قد يكون ملكا في أصله ثمّ ينتقل إلى الشيطانيّة باعتبار فسوقه عن أمر ربّه و كذلك الجنّي و اللّه أعلم.

المقدّمة الثالثة-قالوا:كلّ ما يتوالد فلا يستحيل في أصله أن يكون متولّدا

ثمّ ضربوا لذلك أمثلة فقالوا:إنّ العقرب تتولّد من البادروج و لباب الخبز،و النحل من العجل المحرق المكيس عظامه،و الفار من المدر و الطين و نحو ذلك ثمّ يتوالد عن هذا المتولّد أشخاص اخرى و يبقى نوعه متولدا فلا مانع إذن أن يكون الإنسان في أوّل خلقه كذلك فيحدث شخص من نوعه و يتكوّن من التراب ثمّ يحصل ما بعده من نوعه عنه بالتوالد إذا عرفت ذلك فاعلم أنّ لفظ آدم إذا اطلق في عباراتهم فتارة يراد به أمر جزئيّ و تارة يراد به أمر كلّي أمّا الجزئيّ فيراد به أوّل شخص تكوّن من هذا النوع،و على ذلك يحملون قوله تعالى «إِنَّ مَثَلَ عِيسىٰ عِنْدَ اللّٰهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرٰابٍ» 1و يحملون قوله تعالى «إِنّٰا خَلَقْنَا الْإِنْسٰانَ مِنْ نُطْفَةٍ» و ما في معناه على ما توالد منه،و قد يراد منه أوّل شخص استخلف في الأرض و أمر بنشر الحكمة و ناموس الشريعة،و أمّا الكلّي فتارة يراد بآدم مطلق نوع الإنسان،و على ذلك كلّه قوله تعالى «وَ لَقَدْ عَهِدْنٰا إِلىٰ آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ» 2و قد يراد به صنف الأنبياء و الدعاة إلى اللّه كما نقل عن سيّد المرسلين صلى اللّه عليه و آله كلّ نبيّ فهو آدم وقته و قوله صلى اللّه عليه و آله:أنا و أنت يا عليّ أبوا هذه الامّة،و يمكن أن يكون

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست