responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 158

«مٰا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاّٰ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ» ...- «وَ جٰاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهٰا سٰائِقٌ وَ شَهِيدٌ» 1،و أمّا ملائكة الجنّة فاعلم أنّ الجنان المذكورة في القرآن ثمان،و هى جنّة النعيم و جنّة الفردوس و جنّة الخلد و جنّة المأوى و جنّة عدن و دار السلام و دار القرار «وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمٰاوٰاتُ وَ الْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ» ،و من وراء الكلّ عرش الرحمن ذى الجلال و الإكرام.إذا عرفت ذلك فاعلم أنّ لهذه الجنان سكّانا و خزّانا من الملائكة،أمّا السكّان فهم «الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لاٰ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبٰادَتِهِ» و لا يستحضرون «يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَ النَّهٰارَ لاٰ يَفْتُرُونَ» و هم الّذين يتلّقون عباد اللّه الصالحين المخلصين بالشفقة و البشارة بالجنّة،و ذلك أنّ الإنسان الطائع إذا اكملت طاعته و بلغ النهاية في الصورة الإنسانيّة و استحقّ بأعماله الصالحة و ما اكتسبه من الأفعال الزكيّة صورة ملكيّة و رتبة سماويّة تلقّيه الملائكة الطيّبون بالرأفة و الرحمة و الشفقة،و تقبّلوه بالروح و الريحان،و قبلوه كما تقبل القوابل و الدايات أولاد الملوك بفاخر امور الدنيا و طيّبات روائحها من مناديل السندس و الإستبرق،و بالفرح و السرور مرّوا به إلى الجنّة فيعاين من البهجة و السرور ما لا عين رأت و لا اذن سمعت و لا خطر على قلب بشر،و يبقي معهم عالما درّاكا ما شاء ربّك عطاء غير مجذوذ،و يتّصل بإخوانه المؤمنين في الدنيا أخباره و أحواله و يتراءى لهم في مناماتهم بالبشارة و السعادة و حسن المنقلب،و إذا كان يوم القيامة الكبرى عرجت به ملائكة الرحمة إلى جنان النعيم و السرور المقيم لا يذوقون فيها الموت إلاّ الموتة الاولى في غرف من فوقها غرف مبنيّة تجري من تحتهم الأنهار «وَ آخِرُ دَعْوٰاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ» .قال بعض حكماء الإسلام:إنّ تلك الملائكة المتلّقية له بالروح و الريحان هى روحانيّات الزهرة و المشتري و كأنّ القائل يقول:إنّ النفوس الإنسانيّة السعيدة إذا فارقت أبدانها و حملت القوّة المتوهّمه معها و الهيئات المتخيّلة الّتي حصلت من الوعد الكريم في دار الدنيا من الجنان و الحدائق و الأنهار و الأثمار و الحور العين و الكأس المعين و اللؤلؤ و المرجان و الولدان و الغلمان فإنّه يفاض عليها بحسب استعدادها و طهارتها و رجاء ثواب الآخرة صور عقليّة في غاية البهاء و الزينة مناسبة لما كانت متخيّلة من الامور المذكورة مناسبة ما،و لمّا كان لهذين الكوكبين أثر تامّ في إعداد النفوس

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست