responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 135

بسبب فقد كان ذلك في حقّ اللّه تعالى محالا لوجهين:أحدهما أنّ الميل النفسانيّ من خواصّ الإنسان طلبا لجلب المنفعة و الباري سبحانه منزّه عن الميول النفسانيّة و جلب المنافع، الثاني أنّه مستلزم للتألّم المطلوب و التألّم على اللّه تعالى محال،و إذ ليس إيجاده تعالى للعالم على أحد الأنحاء المذكورة فهو إذن بمحض الاختراع و الإبداع البريء من الحاجة إلى أمر من خارج ذاته المقدّسة «بَدِيعُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ إِذٰا قَضىٰ أَمْراً فَإِنَّمٰا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ» ،فاعلم أنّه عليه السّلام أردف كلاّ من هذه الامور بما هو كيفيّة في وجوده فأردف الرويّة بالإحالة و التجربة بالاستفادة و الحركة بالإحداث و الهمامة بالاضطراب لتنتفي الكيفيّة بانتفاء ما هى له عن ذاته المقدّسة و باللّه التوفيق .

[قوله أحال الأشياء لأوقاتها و لائم بين مختلفاتها و غرّز غرائزها و ألزمها أشباحها.]

قوله أحال الأشياء لأوقاتها و لائم بين مختلفاتها و غرّز غرائزها و ألزمها أشباحها.

أقول:لمّا نبّه على نسبة إيجاد العالم إلى اللّه تعالى جملة أشار بعده إلى أنّ ترتيبه و ما هو عليه من بديع الصنع و الحكمة كان مفصّلا في علمه و على وفق حكمته البالغة قبل إيجاده،و المراد بقوله أجال الأشياء لأوقاتها الإشارة إلى ربط كلّ ذي وقت بوقته بحسب ما كتب في اللوح المحفوظ بالقلم الإلهيّ بحيث لا يتأخّر متقدّم و لا يتقدّم متأخّر منها،و معنى الإجالة نقل كلّ منها إلى وقته،و تحويله من العدم و الإمكان الصرف إلى مدّته المضروبة لوجوده،و اللام في لأوقاتها لام التعليل أي لأجل أوقاتها إذ كلّ وقت يستحقّ بحسب قدرة اللّه و علمه أن يكون فيه ما لا يكون في غيره،و على النسخة الاخرى فمعنى تأجيلها جعل أوقاتها أجلالها لا تتقدّم عليها و لا تتأخّر عنها كما قال «إِذٰا جٰاءَ أَجَلُهُمْ» لا يستقدمون ساعه و لاٰ يَسْتَأْخِرُونَ»و نبّه بقوله و لائم بين مختلفاتها على كمال قدرة اللّه تعالى،و بيان ذلك في صورتين:إحداهما أنّ العناصر الأربع متضادّة الكيفيّات،ثمّ إنّها إذا اجتمعت بقدرة اللّه تعالى و على وفق حكمته حتّى انكسرت صورة كلّ واحد منها بالآخر و هو المسمّى بالتفاعل حصلت كيفيّة متوسّطة بين الأضداد متشابهة و هي المزاج فامتزاج اللطيف بالكثيف على ما بينهما من تضادّ الكيفيّات و غاية البعد بقدرته التامّة من أعظم الدلائل الدالّة على كمالها،الثانية أنّ الملائمة بين الأرواح اللطيفة و النفوس المجرّدة الّتي لا حاجة بها في قوامها في الوجود إلى مادّة أصلا و بين هذه الأبدان المظلمة

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست