responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 122

مركّب ممكن فيلزمه الجهل بكونه واجب الوجود و إن تصوّر معناه و حكم بوجوده،و أمّا الثالثة و هي قوله و كمال توحيده الإخلاص له ففيها إشارة إلى أنّ التوحيد المطلق للعارف نّما يتمّ بالإخلاص له و هو الزهد الحقيقيّ الّذي هو عبارة عن تنحية كلّ ما سوى الحقّ الأوّل عن سنن الإيثار،و بيان ذلك أنّه ثبت في علم السلوك أنّ العارف ما دام ملتفتا مع ملاحظة جلال اللّه و عظمته إلى شيء سواه فهو بعد واقف دون مقام الوصول جاعل مع اللّه غيرا حتّى أنّ أهل الإخلاص ليعدّون ذلك شركا خفيّا كما قال بعضهم:من كان في قلبه مثقال خردلة سوى جلالك فاعلم أنّه مريض و إنّهم ليعتبرون في تحقّق الإخلاص أن يغيب العارف عن نفسه حال ملاحظته لجلال اللّه و أن لحظها فمن حيث هي لاحظة لا من حيث هي متزيّنة بزينة الحقّ فإذن التوحيد المطلق أن لا يعتبر معه غيره مطلقا،و ذلك هو المراد بقوله و كمال توحيده الإخلاص له ،و أمّا المقدّمة الرابعة و هي أنّ كمال الإخلاص له نفي الصفات عنه فقد بيّن عليه السّلام صدقها بقياس برهانيّ مطويّ النتائج أيضا استنتج منه أنّ بحانه فقد جهله،و ذلك قوله عليه السّلام لشهادة كلّ صفة أنّها غير الموصوف،و شهادة كلّ موصوف أنّه غير الصفة إلى قوله و من جزّاه فقد جهله ،و بيان صحّة المقدّمات أمّا قوله لشهادة كلّ صفة أنّها غير الموصوف و بالعكس فهو توطئة الاستدلال ببيان المغائرة بين الصفة و الموصوف،و المراد بالشهادة هاهنا شهادة الحال فإنّ حال الصفة تشهد بحاجتها إلى الموصوف و عدم قيامها بدونه و حال الموصوف تشهد بالاستغناء عن الصفة و القيام بالذات بدونها فلا تكون الصفة نفس الموصوف،و أمّا قوله فمن وصف اللّه سبحانه فقد قرنه فهو ظاهر لأنّه لمّا قرّر كون الصفة مغايرة للموصوف لزم أن تكون زائدة على الذات غير منفكّة عنها فلزم من وصفه بها أن تكون مقارنة لها و إن كانت تلك المقارنة على وجه لا يستدعي زمانا و لا مكانا،و أمّا قوله و من قرنة فقد ثنّاه فلأنّ من قرنه بشيء من الصفات فقد اعتبر في مفهومه أمرين أحدهما الذات و الآخر الصفة فكان واجب الوجود عبارة عن شيئين أو أشياء فكانت فيه كثرة و حينئذ ينتج هذا التركيب أنّ من وصف اللّه سبحانه فقد ثنّاه،و أمّا قوله و من ثنّاه فقد جزّاه فظاهر أنّه إذا كانت الذات عبارة عن مجموع امور كانت تلك الامور أجزاء لتلك الكثرة من حيث إنّها تلك الكثرة و هي مبادئ لها،و ضمّ هذه

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست