فيالذكرى
أنّ الأصحاب كانوا يعملون بشرائع عليبنبابويه، و مرجع كتاب الشرائع و مأخذه هو
هذا الكتاب، كما هو معلوم لمن تتبعهما، و تفحص ما فيهما، و عرض أحدهما على الاخر.
و من هذا يظهر عذر الصدوق، في عدّه رسالة أبيه من الكتب التي إليها المرجع و عليها
المعوّل. فإن الرسالة مأخوذة من الفقه الرضوي الذي هو حجة عنده، و لم يكن الصدوق
ليقلّد أباه فيما أفتاه، حاشاه. و كذلك اعتماد الأصحاب على كتاب عليبنبابويه،
فإنه ليس تقليداً، بل اجتهاداً؛ لوجود السبب المؤدي إليه، و هو العلم بكون ما
تضمنه هو عين كلام الحجّة عليه السلام».[1]
و
قد نقل في المستدرك عن المحدّث المجلسي، أنّه قال في لوامعه: «الظاهر أن عليبن
بابويه أخذ هذه العبارة و سائر عباراته في رسالته إلى ولده من كتاب الفقهالرضوي،
بل أكثر عبارات الصدوق التي يفتي بمضمونها و لم يسندها إلى الرواية، كأنَّها من
هذا الكتاب. و هذا الكتاب ظهر في قم، و هو عندنا. و قال في كتاب الحج من الشرح
المذكور في شرح رواية إسحاق بن عمار: و المظنون أن الصدوق كان على يقين من كونه
تأليف الإمام أبيالحسنالرضا عليه السلام، و انه كان يعمل به، و أنّ القدماء
منهم، كان عندهم ذلك»[2].
و
ممن ذهب إلى ذلك صاحبالفصول[3]؛ إذ قال-
على ما نقل عنه في المستدرك-: «و يدل على ذلك أيضاً، أنّ كثيراً من فتاوى الصدوقين
مطابقة له في اللفظ و موافقة له في العبارة، لاسيما عبارة الشرائع، و أن جملة من
روايات الفقيه التي ترك فيها الأسناد موجودة في الكتاب، و مثله مقنعة المفيد، فيظن
بذلك أنّ الكتاب المذكور كان عندهم و أنّهم كانوا يعولون