النُّساخ في
المتن غفلةً أو زعماً بأنّه منه. و لا مناص من هذا التوجيه أو نحوه؛ لاتفاق أصحاب
التراجم و علماء الرجال على كون وفاة النجاشي بسنة 450 (ه ق). قد أخّر بعضٌ
التعرُّض لرجال النجاشي عن كتابي الشيخ؛ بلحاظ تأخّر تأليفه عنهما.
و
قد اختلف في تسمية كتابه بالرجال أو الفهرست، فعبّر عنه بعض بالفهرست؛ نظراً إلى
ما يظهر من النجاشي في كتابه: من كونه بصدد جمع أسامي مصنّفي الشيعة، ممّن له
كتابٌ أو تصنيف أو أصل، و إنّما تعرّض إلى حالهم، جرحاً و تعديلًا بالعَرَض. و قد
صرّح النجاشي نفسه بذلك في مقدمة كتابه، كما سيأتي. و عبّر عنه بعضٌ بالرجال؛
نظراً إلى تعرُّضه فيه لحال عدد كثيرٍ من الرواة بالجرح و التعديل، و لو بالعرض و
الاستطراد.
و
المشهور في الألسنة التعبير عنه برجال النجاشي. و لا ريب عند المحققين في أنّ رجال
النجاشي أنفع الاصول الرجالية و أتقنها و آخرها تأليفاً، كما لا شك لأحدٍ في جلالة
قدر النجاشي و بصيرته بالرجال و الروايات و شدّة ضبطه و إتقان كلامه. و قد اعتمد
على كلامه مثل المحقق (صاحب الشرايع) فقال في المعتبر عند البحث عن حكم غسالة ماءِ
الحمام:
«و
ابن جمهور ضعيف جدّاً، ذكر ذلك النجاشي في كتاب الرجال».[1]
و
قد ذُكر لرجال النجاشي خصوصيات امتاز بها عن سائر الاصول الرجالية.
منها:
اختصاصه برجال الشيعة الاثني عشرية، فلا يتعرّض لحال غير الشيعي من العامة و سائر
الفرق من الشيعة إلّايُنبّه على مذهبه، و إن تخطّى