و الدليل
على ذلك: أنّ المتقدمين من المحدّثين و الفقهاء إذا اعتمدوا على أكثر روايات شخصٍ
و تلقّوها بالقبول و أفتوا بها، يكشف ذلك عن حسن حال ذلك الشخص، بل يوجب الوثوق
النوعي بوثاقته. فانّ ذلك لا يقصر عن إكثارهم من الرواية عنه و الاستجازة منه في
الكاشفية النوعية عن الوثاقة، إذا شاع و بلغ حد الاشتهار، كما وقع ذلك في مثل عمر
بن حنظلة.
و
أمّا إذا لم يكن في هذا الحد، بأن قبل رواياته الفقهاء المتأخّرون، أو قَبِل بعض
المتقدمين بعض رواياته في موارد معدودة قليلة، فلا أمارية لذلك على حسن حاله أو
مدحه. و ذلك لعدم تمكن المتأخرين عن الاطلاع على حال هؤلاء الرواة لبعد زمنهم، و
لأنّ من المظنون كون الوجه في ذلك مطابقة تلك الروايات للقواعد و و مضامين النصوص
المتواترة أو المستفيضة و المعتبرة.
كونه غير من استثناه ابن الوليد
كان
لمحمد بن أحمد بن يحيى الأشعري القمي كتاب نوادر الحكمة، و قد استثنى محمد بن
الحسن بن الوليد (شيخ الصدوق) عدّةً من رجاله و لم يعتمد على نقلهم، كما قال
النجاشي و ذكَر أسامي هؤلاء الرجال. فذهب جماعة إلى وثاقة كل من روى عنه محمد بن
أحمد بن يحيى في نوادره و لم يكن ممّن استثناه ابن الوليد. و قد استدل لذلك؛ بأنّ
عدم استثناء ابن الوليد ساير الرجال و تبعية الشيخ الصدوق له في ذلك، يكشف عن
اعتمادهما على ساير رجال نوادر الحكمة. و ذلك أمارة على وثاقة هؤلاء الرجال.
و
أشكل السيد المحقق الخوئي قدس سره[1] على ذلك؛
بأنّ اعتماد ابن الوليد لا