«اولئك
الذين يدعون يبتغون إلى ربّهم الوسيلة، وابتغاء الوسيلة إلى اللَّه تعالى
لا يليق بالأصنام البتّة.
إذا
ثبت هذا فنقول: إنّ قوماً عبدوا الملائكة فنزلت هذه الآية فيهم، وقيل إنّهم نزلت
في الذين عبدوا المسيح وعزيراً، وقيل: إن قوماً عبدوا نفراً من الجنّ فاسلم النفر
من الجنّ، وبقى اولئك الناس متمسكين بعبادتهم فنزلت هذه الآية»[1].
وقال
شيخ الطائفة في تفسير هذه الآية:
«و
قال ابن عباس والحسن الذين من دونه الملائكة والمسيح وعزير، و قال ابن مسعود: أراد
به ما كانوا يعبدون من الجنّ وقد أسلم اولئك النفر من الجنّ لأنّ جماعة من العرب
كانوا يعبدون الجن، فأسلم الجنّ وبقي الكفار على عبادتهم.
وقال
أبو علي: رجع إلى ذكر الأنبياء في الآية الاولى، والتقدير إنّ الأنبياء يدعون إلى
اللَّه يطلبون بذلك الزلفة لديه ويتوسلون به إليه وإلى رضوانه وثوابه، أيُّهم كان
أفضل عند اللَّه، وأشدّ تقرباً إليه بالأعمال»[2].