المسلمين
على ذلك من مختلف فِرَقهم منذ عهد الشارع إلى زماننا هذا، كما أشرنا إليه آنفاً.
وثانياً:
بعموم قوله تعالى: «و أقيموا وجوهكم عند كل مسجد»[1]
يدل على مطلوبية ومشروعية إقامة الصلاة في كل مسجد؛ حيث قريباً كان أم بعيداً،
استلزم السفر أم لا، توقف على شدّ الرحال أم لا. ولا إشكال في مشروعية مقدمة
العبادة ما لم تكن محرّمة بعنوانها الأوّلي في الكتاب والسنة، أو بعنوانه الثانوي
الآخر غير المقدمية.
وثالثاً:
بقوله تعالى: «و من أظلم ممن منع مساجد اللَّه أن يُذكر فيها اسمه»[2].
فإنّ
هذه الآية قد دلّت على نكتتين:
إحداهما:
استحباب ذكر اسم اللَّه في المساجد بالمطابقة، وبالملازمة على مشروعية بل استحباب
مقدماته، من طيّ المسافة والسفر وشدّ الرحال إليها.
ثانيتهما:
حرمة منع ذلك كلّه، بل دلّت على كون المنع من ذلك من الكبائر؛ حيث إنّ الاستفهام
الإنكاري بقوله: «و من أظلم ...» دلّ بأبلغ البيان على كونالمنع عن ذلك من أكبر
أنواع الظلم وأعظم المعاصي.