إنّ
المتداول من تفسير القرآن بين المفسرين، التفسير الترتيبي التجزيئي و هو تفسير
القرآن؛ آية فآية و سورة فسورة، على حسب ترتيب سور القرآن و آياتها. و كان هذا
النوع من التفسير متداولا من لدن عصر الصحابة إلى زماننا.
و
الشاهد لذلك ما بقي بأيدينا من تفسير ابن عبّاس و الروايات الواردة عن أهل البيت
عليهم السلام في تفسير القرآن، و ما دوّن، من كتب التفاسير الروائية، كتفسير
الإمام العسكري و تفسير العيّاشي و تفسير القمّي، و تفسير البرهان و تفسير نور
الثقلين و غيره. فانّها قد دوّنت على حسب الآيات و السور.
و
كذا كتب التفاسير الاجتهادية المتداولة غير الروائية، كتفسير «التبيان» و «مجمع
البيان» و «منهج الصادقين» و «الميزان» من الخاصة، و تفسير «الدرّ المنثور» و
«الكشّاف» و «التفسير الكبير» من العامة.
و
هذا النوع من التفسير هو المنهج الشائع.
و
لكن هاهنا نوع آخر من التفسير، و هو تفسير القرآن على حسب الموضوعات الواردة فيها
الآيات القرآنية. و قد أجاد في تدوين ذلك المفسّر المحدث الجليل السيد هاشم
البحراني في مقدمة تفسير البرهان؛ حيث دوّن التفسير الموضوعي للقرآن مستندا إلى
النصوص الواردة عن أهل البيت عليهم السلام و رتّبه على أساس حروف الهجاء.