تشكيكٌو تنبيه
و قد يقال: إنّ في عصر الوحي و نزول القرآن لم
يكن بين أهل الكتاب و الأعراب اختلاف في أصل
وجود الواجب. و يستشهد لذلك بمثل قوله (تعالى) «و لئن سألتهم من خلق
السماوات و الأرض ليقولُنَّ اللَّه»، فيستُدلّ بذلك أنّ الآيات القرآنية كلَّها
ناظرة إلى التوحيد، لا إلى أصل وجود الواجب.
و فيه: أنّ القرآن لم يُنزَّل إلى خصوص أهل الكتاب أو مشركي
قريش؛ ليكون في الاستدلال ناظراً إلى رفع شبهاتهم فحسبُ، بل نُزّل إلى
جميع الانس و الجنّ من عصر الوحي إلى يوم القيامة. و لم يكن
الملحدون و الدهريّون و غيرهم من أصناف الكفّار، قليلين من لدن
عصر الوحي، و كذلك إلى يوم القيامة.
ما يشير من الآيات إلى برهان العلّة
و على أيّ حال تشير آيات كثيرة من القرآن