إقامة البرهان على ذلك.
و إلّافمنالواضح أنّ القرآن إنّما يرشدنا إلى حكمالعقل في استدلاله
على وجود الواجب و وحدانية الخالق و حكمته و قدرته و علمه (تعالى). و
لذا تراه يلوم الذين اتخذوا طريق اللجاج و لم يعتنوا بحكم العقل، من
عبدَة الأوثان و الأصنام، بقوله (تعالى): «أفٍّ لكم و لما تعبدون من دون اللَّه
أفلا تعقلون»،[1] بل ما من آية مشيرةٍ إلى برهان من براهين وجود
الواجب و التوحيد و آيةٍ من آيات اللَّه، إلّافي ذيلها دعوة الناس و
ترغيبهم إلى التفكّر و التعقل و التدبّر، كما ستعرف ذلك في الآيات
المذكورة في خلال المباحث الآتية.
كلام العلامة السمناني
و قد أجاد بعض الأفاضل[2] في بيان ذلك؛ حيث
قال:
«إنّ القرآن مشحون بجميع ملاكات البراهين العقلية و الفطرية و
[1]-/ سورة الأنبياء: الآية 67.
[2] -/ و هو العالم النبيل جامع المعقول و المنقول محمد صالح الحائري الشهير بالعلامة السمناني.