برهانحساب الاحتمالات
الرابع: حساب الاحتمالات. و حاصله: أنّ حركة
الأرض و الشمس و القمر و ساير الكرات
السماوية و ما نراه من النظم الدقيق الخاص في جميع الموجودات
الخارجة عن حدّ الاحصاء- و بما لها من الخصوصيات المشكِّلة لكلّ
واحد منها نظماً خاصّاً في وجوده- لو كان عن صدفة و اتفاق، يكون
تحقق هذا النظم المشهود من بين ما يحتمل وقوعه، من الحوادث
المحتملة المخرّبة الهادمة له، من قبيل نسبة الواحد إلى ما لا نهاية له من
الفروض و الصور المحتملة.
فانظر إلى النظم الحاكم على بدن الانسان و قس على ذلك ساير أنحاء
الأنظمة الحاكمة على الموجودات. فانّ نسبتها إلى ساير الحوادث و
الصور الممكن تحققها في فرض الصدفة و الاتفاق من قبيل احتمال
تحقق صورة واحدة من بين ما لا نهاية له من المحتملات. و الالتزام بهذا
الحدوث الاحتمالي مستحيل وقوعاً، بل ممتنعٌ عقلًا.
و إنّ للسيد الشهيد الصدر[1] بياناً مفصّلًا لتقريب برهان حساب
[1]-/ راجع كتاب المرسل و الرسول و الرسالة.