استدلال صدر المتألهينببرهان افتقار إلى العلة
منها: ما أقامه صدر المتألهين[1]. و إنّ
استدلاله يبتني أوّلًا: على أصالة الوجود. و
كونه ذا مراتب تشكيكية، و ثانياً: على كون المعلول مفتقر الذات إلى
العلّة و عين الربط بها.
و حاصله: أنّ الوجود بعد البناء على كونه أصيلًا، إن كان مستغنياً
عن غيره في التحقق و الوجود فيثبت كون وجوده واجباً، و هو
المطلوب. و إن كان غير مستغن بالذات فيكون معلولًا مفتقراً إلى ما هو
مستغن بالذات، لاستحالة تحقق المفتقر- الذي هو عين التّعلق و الربط-
بلا حاجة إلى مستقل غنيٍّ بالذات. و قد أشار في ضمن استدلاله إلى
قواعد حِكَمية أخرى لمزيد التوضيح و التأكيد. و مرجعه إلى أنَّ الوجود
إما واجب بالذات أو ينتهي إليه. فعلى أيّ حال ثبت وجود الواجب بالذات.
و لا يخفى أنّ برهانه هذا لا يبتني على بطلان التسلسل و الدور، كما
كان في برهان الشيخ. و أيضاً يدور برهان الشيخ مدار مفهوم الوجود.
و أمّا برهانه يدور على مدار متن الوجود و واقعه، و لكنه مبتنٍ على
[1]-/ الاسفار: ج 6، ص 14- 16.