لكن هذا الباب أوثق و أشرف، أي إذا اعتبرنا حال الوجود فشهد به
الوجود من حيث هو وجود. و هو يشهد بعد ذلك على سائر ما بعده في
الوجود. و إلى مثل هذا أشير في الكتاب الالهي: سنُريهم آياتنا في الآفاق و
في أنفسهم حتى يتبين لهم أنّه الحق.[1] أقول: هذا حكم لقوم. ثم
يقول (تعالى): أو لم يكف بربّك أنّه على كل شىٍ شهيد.[2] أقول: هذا حكم
للصديقين الذين يستشهدون به، لا عليه. انتهى».[3]
إنّ الكلام ههنا يقع في أمرين:
أحدهما: وجه استحالة الدور و التسلسل المبتنى عليه الاستدلال
المزبور في كلام الشيخ الرئيس.
ثانيهما: وجه الاستشهاد بالآية الثانية للاستدلال المزبور، و تحقيق
تفسير هذه الآية.
وجه استحالةالدور و التسلسل
[1] -/ سورة فُصّلت: الآية 53.
[2] -/ سورة فُصّلت: الآية 53.
[3] -/ الاشارات: ج 3، 66.