المحيط
وقع هذا الاسم وصفاً له (تعالى) في قوله: «ألا إنّه بكل شيءٍ محيط».[1] و
«كان اللَّه بكل شيءٍ محيطاً».[2]
و قد بيّن في آيات أخُر جهات إحاطته (تعالى). فأشير في بعضها إلى
إحاطته العلمية، كقوله (تعالى): «و أنّ اللَّه فد أحاط بكل شيءٍ علماً».[3] و في
بعضها إلى احاطته (تعالى) من حيث القدرة كقوله (تعالى): «و أخرى لم
تقدروا عليها قد أحاط اللَّه بها و كان اللَّه على كل شيءٍ قديراً».[4]
و قد ثبت بالبرهان العقلى في أوائل هذا الكتاب إحاطته الوجودية
بجميع الممكنات.
و أما معناه: قال الصدوق: «المحيط معناه أنّه محيط بالاشياء عالم بها
كلّها، و كلّ من أخذ شيئاً كلّه أو بلغ علمه أقصاه فقد أحاط به، و هذا على
التوسّع لأنّ الاحاطة في الحقيقة إحاطة الجسم الكبير بالجسم الصغير
من جوانبه كإحاطة البيت بما فيه و إحاطة السور بالمدن، و لهذا المعنى
[1]-/ فصّلت: 54.
[2] -/ النساء: 126.
[3]-/ الطلاق: 12.
[4] -/ الفتح: 12.