اللطيف
قد وصف اللَّه (تعالى) بهذا الاسم في عدّة آيات. و قد قورن في خمسة
موارد باسم الخبير بقوله: «و هو اللطيف الخبير».[1] و المعنى المقصود
من اللطيف في هذه الآيات انّه (تعالى) غير قابل للرؤية و الاحساس لغاية
صغره و دقته؛ لأنه منزّه عن الجسمية و المادّية، فالمراد من اللطيف انّه
غير مرئى و لا محسوس كالذرات الصغار المجهرية، و يشهد لذلك قوله
(سبحانه): «لا تدركه الابصار و هو يدرك الأبصار و هو اللطيف الخبير».[2] و مع
الالتفات إلى هذا المعنى تتبيّن ظرافة توصيف هذا الاسم بوصف الخبير،
و هي أنّ اللَّه في عين حال كونه غير قابل للرؤية و الادراك و الاحساس
عليم و خبير بجميع الأمور، كما يفيد ذلك صدر الآية.
المعنى اللغوى: قال الصدوق: «اللطيف معناه أنّه لطيف بعباده
فهو لطيف بهم، بارٌّ بهم، منعم عليهم و اللطف البر و التكرمة يقال: فلانٌ
لطيف بالنّاس بار بهم يبرّهم و يلطفهم إلطافاً، و معنى ثان أنّه لطيف في
تدبيره و فعله يقال: فلانٌ لطيف العمل، و قد روي في الخبر أنّ معنى
اللّطيف هو أنّه الخالق للخلق اللطيف كما أنّه سمّي العظيم لأنّه الخالق
[1]-/ الانعام: 103، لقمان: 16، الحج: 63، الملك: 14، الاحزاب: 34.
[2] -/ الانعام: 103.