وجه تسميةعلم الكلام
و من المسائل الأولية التي وقع فيها الاختلاف و
الجدال بين المسلمين مسألة تكلّم الباري، كما وُجِّه
بذلك تسمية علم الكلام بهذا الاسم.
و قد وُجِّه سبب تسمية علم الكلام بهذا الاسم بوجوه أهمّها:
أن تكلُّم الباري كان أوّل مسألة اعتقادية وقع فيها البحث و الاختلاف
بين المسلمين. و كان من أهمّ أسباب النزاع بين الأشاعرة و المعتزلة. و
قد وقع الجدال و سفكت الدماء بينهم على ذلك. و لذا سمّي العلم الباحث
عن اصول الدين بعلم الكلام.
و هذا الوجه قد صرح به السيد البروجردي، على ما في بعض
تقريراته،[1] كما أشير إلى ذلك في أكثر الكتب الكلامية عند البحث عن
تكلم الباري و مبادي هذا العلم و كذا في كتب الملل و النحل. و لا يخفى
أنّ أصل وقوع النزاع في تكلّم الباري بين المسلمين مما لا خلاف فيه، و
لا كلام فيه.
و إنّما الكلام في إثبات كون تكلم الباري أوّل مسألة وقع فيها البحث
و الاختلاف بين المسلمين، و هذا يحتاج إثباته إلى إقامة الدليل، و إلا
فمسألتا الامامة و القضاء و القدر كانتا مطرح الأنظار و محلّ التشاجر و
[1]-/ نهاية الاصول: ج 1، ص 89.