أول مسألة خلافيةمن علم الكلام
إنّ أوّل مسألة وقع فيها الخلاف بين المسلمين كانت
مسألة الامامة و لم يقع النزاع والجدال بين
المسلمين في أيّة مسألة كلامية بمثل هذه المسألة، كما نقل عن أبي
الحسن الأشعري أنّه قال: «أوّل ما حدث من الاختلاف بين المسلمين
بعد وفاة نبيّهم اختلافهم في الامامة».[1]
و قال الشهرستاني: «إنّ الاختلاف في الامامة أعظم خلاف بين الأمّة؛
إذ ما سلّ سيف في الاسلام على قاعدة دينية، مثل ما سلّ على الامامة
في كلّ زمان».[2]
ثم مسألة القضاء و القدر: و قد استفاد طواغيت بني اميّة من تحريف
هاتين المسألتين و إلقاءِ المعنى الباطل من ذلك في أذهان المسلمين
لأجل تنفيذ مقاصدهم السياسية و قد شيّدوا بنيانهم على تفسير غلط
لهذه المسألة و حقنوا في أذهان المسلمين أنّ كل ما جرى في حقهم من
ظلم طواغيت بني امية و جورهم كان من قضاءِ اللَّه و قدره على العباد، و
[1] -/ مقالات الاسلاميين و اختلاف المصلين: ج 1، ص 34.
[2] -/ الملل و النحل: ج 1، ص 24.