الصّمد
قد وصف اللَّه (تعالى) نفسه بهذا الاسم في القرآن الكريم بقوله: «أللَّه
الصمد». قال ابن فارس: «صمد (الصاد و الميم و الدال): أصلان، أحدهما:
القصد و الآخر الصلابة في الشىء. فالأوّل الصمد القصد، يقال: صمدتُه
صمداً و فلان مصمَّدٌ إذا كان سيّداً يُقصد إليه في الأمور، و صَمَدٌ أيضاً.
و اللَّه (جلّ ثناؤه) الصمد؛ لأنّه يصمد إليه عبادُه بالدعاء و الطلب ... و الأصل
الآخر الصَّمْد و هو كل مكان صُلْب» انتهى.
و لا يخفى أنّ الأصل الثاني لا ربط له بالمقام؛ لأنه بسكون الميم.
و قال الجوهري: «الصَّمَد السيد؛ لأنه يصمد إليه في الحوائج». أى
يُقصد. و قال الراغب: «الصَّمَد: السيد الذي يُصمد إليه في الأمر. و صَمَد
صمْدَه قصد معتمداً عليه قصده. و قيل: الصمد الذي ليس بأجوف».
قال ابن الأثير في النهاية: «في أسماءاللَّه (تعالى) الصمد: الذي انتهى إليه
السؤدد. و قيل هو الدائم الباقي، و قيل هو الذى لا جوف له، و قيل الذي
يصمد في الحوائج إليه، أى يُقصد».
قال الزمخشري في أساس البلاغة: «صَمَده: قَصَده. و صَمَد صمْدَ
هذا الأمر اعتمده، و سَيِّدٌ صَمَدٌ و مصمود».
و قال المحدث الجليل الشيخ الصدوق: «الصمد معناه السيّد. و من
ذهب إلى هذا المعنى جاز له أن يقول لم يزل صمداً، و يقال للسيّد المطاع