السلام
قد وُصف اللَّه (تعالى) بهذا الاسم في آية واحدة من القرآن الكريم، و
هي قوله (تعالى): «هو اللَّه الذي لا إله إلّاهو الملك القدوس السلام المؤمن
المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان اللَّه عمّا يشركون».[1]
قال المحدّث الأجلّ الشيخ الصدوق: «السلام معناه المسلَم ... من
العيب و الاثم».[2] و قال ابن فارس في المقائيس: «معظم بابه من الصحة
و العافيه ... فالسلامة أن يسلم الانسان من العاهة و الأذَى. قال أهل العلم:
اللَّه جلّ ثناؤه هو السلام؛ لسلامته مما يلحق المخلوقين من العيب و
النقص و الفناء. و قال اللَّه (جلّ جلاله): و اللَّه يدعو إلى دار السلام. فالسَّلام
اللَّه جَلّ ثناؤه، و داره الجنة. و من الباب أيضاً الاسلام، و هو الانقياد؛ لأنه
يسلم من الاباء و الامتناع».[3]
و قال أبوهلال: «الفرق بين السلامة و الصحة أن السلامة نقيضة
الهلاك، و نقيض الصحة الآفة، من المرض و الكسر و ما بسبيل ذلك ... و
السلامة عند المتكلّمين زوال الموانع و الآفات عمّن يجوز عليه ذلك. و
لايقال لِلّه: سالم؛ لأنّ الآفات غير جائزة عليه. و لايقال له صحيحٌ؛ لأنّ
[1] -/ سورة الحشر: الآية 23.
[2]-/ التوحيد/ طبع مؤسسة الاعلمي، بيروت: ص 204- 205.
[3] -/ المقائيس: ج 3، ص 90.