الحفيّ
جاء لفظ «الحفي» وصفاً للَّه (تعالى) في آية واحدة من القرآن الكريم،
نقلًا عن قول إبراهيم عليه السلام لأبيه آذر و هي: «قال سلامٌ عليك، سأستغفر لك
ربّي، إنّه كان بي حفياً».[1]
لفظ «الحفي» أصله من الحَفاوة، و جاء في اللغة بمعان، و هي: المنع،
و الاستقصاء في السؤال، و عُرية القدم من الخُفّ و النعل، و العلم أو
العلم الحاصل بالاستقصاء في السؤال، و التلطّف و المبالغة في الاكرام
و البِرّ. و هذا المعنى الأخير هو المناسب للآية. قال الصدوق قدس سره: «الحفي
معناه العالم، و منه قوله (عزّ و جلّ): «يسألونك كأنّك حفي عنها» أي يسألونك
عن الساعة كأنّك عالم بوقت مجيئها و معنى ثان أنّه اللطيف، و الحفاية
مصدر، الحفي: اللّطيف المحتفي بك ببرِّك و بلطفك».[2]
قال في المفردات: «الحفيُّ البَرّ اللطيف. و منه قوله (عزَّ و جلَّ): «إنّه كان بي
حفياً». و يقال: أحفيتُ بفلان و تحفّيتُ به، إذا عنَيْتَ باكرامه».
و قال الزمخشري في أساس اللّغة: «و تحفّى بي فلان و حفي بن
حَفاوة، إذا تلطّف بك و بالغ في إكرامك».
و قال الجوهري في الصحاح: «حَفِيتُ به (بالكسر) حَفاوةً، و تحفّيتُ
[1] -/ سورة مريم: الآية 47.
[2] -/ التوحيد: ص 202- 203.