الجبّار
قد وَصف اللَّه (تعالى) نفسه بهذه الصفة في قوله: «الملك القدوس السلام
المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر».[1]
قال ابن الاثير في النهاية: معناه الذي يقهر العباد على ما أراده من أمرٍ
و نهىٍ. و قيل هو العالي فوق خلقه و منه قولهم: نخلة جبّارة و هي
العظيمة التي تفوت يَدَ المتناول. و عن ابن فارس في المقائيس: الجبّار،
الذي طال و فات اليد. يقال: فرس جبّار و نخلة جبّارة.
قال في المفردات ما حاصله: أصل الجبر إصلاح الشي بضرب من
القهر، يقال جبرته فانجبر. و قد يراد به الاصلاح المجرد نحو قول
أميرالمؤمنين عليه السلام يا جابر كل كسير و قد يراد به القهر المجّرد،
كقوله عليه السلام: «لا جبر و لا تفويض». و سُمّي السلطان جبراً لقهره الناس ما
يريد. و الجبّار في صفة الانسان يقال لمن يجبر نقيصته بادعاء منزلةٍ
من التعالي لا يستحقها و هذا لا يقال إلّاعلى طريق الذم. كقوله: «و خاب كلُ
جبّار عنيد» و «لم يجعلني جبّاراً شقياً» و كذلك يطبع اللَّه على كل قلب متكبّر
جبّار». و يقال للقاهر غيره جبارٌ، كقوله: «و ما أنتَ عليهم بجبار». أما في
وصفه (تعالى) فقد قيل سُمِّي بذلك؛ لأنّه هو الذي يَجبر الناس بفائض
[1] -/ سورة الحشر: الآية 23.