الباري
ورد لفظ «الباري» في ثلاثة مواضع من الكتاب العزيز، و هي
قوله (تعالى): «هو اللَّه الخالق البارئ المصوّر ...»[1] و قوله (تعالى): «فتوبوا إلى
بارئكم ...»[2] و قوله (تعالى): «فاقتلوا أنفسكم ذلكم خيرٌ عند بارئكم».
و أصله «البَرءُ» و هو غير الخلق، كما هو ظاهر قوله (تعالى): «هو اللَّه
الخالق الباري ...».
قال ابو هلال العسكري- و هو من أعلام القرن الرابع-: «الفرق بين
البَرء و الخلق، أنّ البَرء هو تمييز الصورة. و قولهم: برءَ اللَّه الخلق، أي
ميّز صُوَرَهم، و أصله القطع. و منه البرائة، و هي قطع العُلقة. و بَرئتُ من
المرض؛ كأنّه انقطعت أسبابُه عنك. و برئت من الدَّين و برءَ اللّحمَ من
العَظْم قطعه. و تبَّرأَ من الرجل إذا انقطعت عصمتُه منه».[3]
و قال ابن الاثير في النهاية: «فى أسماء اللَّه الباري هو الذي خَلَق الخلق
لا عن مثال. و تبعه في تفسير لفظ «الباري» بذلك ابن منظور في لسان
العرب، و بعض آخر من أهل اللغة.
و أيضاً جاء بمعنى العافية من المرض، كما في النهاية و غيره.
[1]-/ سورة الحشر: الآية 24.
[2] -/ سورة البقرة: الآية 54.
[3] -/ الفروق اللغوية/ طبع جماعة المدرسين: ص 95، الرقم 379.