المعتبرة، أنّ الدعاء تُغيّر القضاء، و إن أُبرِم إبراماً. و لا ريب أنّ الدعاء
ببعض أسماء اللَّه أسرع إجابة من الدعاء من غيره، كما ورد أنّ لبعض
الأدعية و للقسم بحرمة محمد و آل بيته أو بحق محمد و آل بيته تأثيراً
في سرعة الاجابة.
و لكن لا يخفى أنّ ذلك كلّه إنّما يكون في فرض حضور القلب. و يؤيد
ما قلناه خبر إبراهيم بن عمر؛ حيث لم يفرق بين الاسم الأعظم و ساير
الأسماء الحسنى من جهة كون حقايقها غير مصوّت و لا متلفّظ و لا
متجسم. و لا ريب أنّ للانقطاع إلى اللَّه مما سواه و خلوص النية و
خضوع الباطن، بل للتضرّع أثراً عظيماً في سرعة الاجابة، و مما ذكر في
النصوص أنّ له دخلًا في سرعة إجابة الدعاء. هوالاسم الأعظم. فقد دلّت
النصوص على أنّ الدعاء و الابتهال إلى اللَّه باسمه الأعظم أنفذ و أسرع
في الاجابة و أكثر تأثيراً من الدعاء بغيره، و ليس معنى ذلك أن يكون
للَّفظ بنفسه تأثيرٌ. و لَعمري هذا واضح الفساد، فكيف يُظَنُّ إرادة هذا
المعنى في حق حَمَلة العلم و الشريعة؟
و أما ما يخطر بالبال من أنّ المؤمنين كثيراً ما يدعون بما دلّت
الروايات على وجود الاسم الأعظم فيه، مثل دعاء السمات و دعاء
السحر، و بسم اللَّه الرحمن الرحيم و آية الكرسي، و غير ذلك من الأوراد
و الأدعية و الأذكار، ولكن لا يترتب على دعائهم بمثل هذه الأوراد و
الأدعية و الأسماء الحسنى أيّ أثر، فجوابه واضح، و هو أنّ للدعاء