يبدو لهم بعد ذلك من الفعل. و أما من اللَّه (تعالى) فارادته إحداثه، لا غير ذلك؛ لأنه
لا يُرَوّي و لا يَهمُّ و لا يتفكِّ، و هذه الصفات منفيّةٌ عنه و هي صفات الخلق،
فارادة اللَّه الفعل، لا غير ذلك، يقول له: كن، فيكون بلا لفظ و لا نطق بلسانٍ و لا
همّة و لا تفكر و لا كيف كذلك، كما أنّه لا كيف له».[1]
و ما رواه الشيخالطوسي عن صفوان بنيحيى قال: «قلت لأبي
الحسن عليه السلام: أخبرني عن الارادة من اللَّه (تعالى). قال عليه السلام: إرادته إحداثه الفعل، لا
غير ذلك؛ لأنه جلّ اسمه لا يَهُمُّ و لا يتفكر».[2]
و ما رواه الصدوق عن سليمان بن جعفر الجعفري قال: «قال
الرضا عليه السلام: المشيئة و الارادة من صفات الأفعال، فمن زعم أنّ اللَّه (تعالى) لم يزل
مريداً شائياً فليس بموحّدٍ».[3]
و لا يخفى أنّ الفعل في هذه النصوص بمعناه المصدري الصدوري،
لا اسم المصدر الذي هو حاصل الفعل الصادر. و لذا عُبّر عنه في بعض
النصوص باحداث الفعل.
[1] -/ الكافي: ج 1، ص 109، ح 3.
[2] -/ أمالي الطوسي: ص 214.
[3] -/ التوحيد الصدوق: ص 336.