بساطة الذات و كثرة الأسماء و الصفات
لاريب في ثبوت أسماء و صفات كثيرة لِلّه (تعالى)، و قد صُرّح بذلك في
الكتاب و السنّة. و هذا و قد يشكل بأنّ ينافي بظاهره ما يقتضيه البرهان
و يحكم به العقل، من وحدانية الباري (تعالى) و بساطة ذاته المقدسة. فقد
يخطر الاشكال بالبال، بأنّه كيف تجتمع البساطة مع كثرة الأسماء و
الصفات.
و بعبارة أخرى: إنّ الوحدة و البساطة كمالٌ و التركّب و الكثرة نقصٌ
و إنّهما لايجتمعان. و لا يخفى أنّ محطّ هذا الإشكال هو إثبات صفات
الكمال و الجمال لذات الباري، لا صفات الجلال؛ لأن مرجعها إلى السلب
و العدم لا إثبات صفة؛ و لذلك ذهب فرقة إلى نفي الصفات عنه (تعالى)؛
خوفاً من الاختلال في وحدانيته (تعالى). و تطرُّق التركب إلى ذاته
المقدّسة. و التزم جماعة آخرون بتطرّق الكثرة إلى ذات الباري؛ حذراً
من نفي الصفات الكمالية عن ذاته المقدسة.
و هناك طريقة وُسطى و هي جادّة الصواب و الحق. و حاصلها:
الجمع بين الوحدة و البساطة، و بين اتصافه بالصفات الكمالية و القول
باحتواء ذاته البسيطة جميع صفات الكمال و الجمال في عين وحدتها و