الأسماء و كلّها غيره يا هشام الخبر اسم للمأكول و الماء اسم للمشروب و
الثوب اسم للملبوس و النار اسم للمحرق، أفهمت يا هشام فهماً تدفع به و
تنافر أعدائنا و الملحدين في اللَّه و المشركين مع اللَّه عزّوجلّ غيره؟ قلت: نعم،
فقال: نفعك اللَّه به و ثبّتك يا هشام قال هشام: فو اللَّه ما قهرني أحدٌ في التوحيد
حينئذٍ حتى قمت مقامي هذا»[1].
و قد اتضح مما بيّناه سابقاً توضيح معنى هذا الحديث مع ماله من
الوضوح.
أسماء اللَّه كلّهالمسمى واحد بسيط من جميع الجهات
لا يرتاب كل عاقل أنّ ذات الباري- واجب
الوجود بالذات- واحدٌ، أحدٌ، بسيطٌ من جميع
الجهات. و ذلك لاستقلال العقل و حكمه
البديهي بذلك و إلّالتطرّق إلى ذاته التركب و الاثنينية و التعدد. و كل
ذلكثبت استحالته بالبرهان العقلي.
[1] -/ المصدر: ص 220 ح 13.