رأوه. سكت ساعة، ثم قال عليه السلام: و إنّ المؤمنين ليرونه في الدنيا قبل يوم القيامة
ألست تراه في وقتك هذا؟ قال أبوبصير: فقلت: له جعلت فداك فاحدّث بهذا عنك؟
فقال لا فانّك إذا حدّثت به فأنكره منكر جاهل بمعنى ما تقوله، ثمّ قدَّر أنّ ذلك
تشبيه كفرٌ، و ليست الرؤية بالقلب كالرؤية بالعين، تعالى اللَّه عمّا يصفه
المشبّهون و الملحدون»[1].
حاصل كلامه: أنّ رؤية اللَّه بالعين إذا كانت مستحيلة؛ لامتناع
تجسده و تمثّله في أيّ شكل مرئي لا فرق بين الدنيا و الآخرة. و إنّ
رؤيته تعالى كما كانت بادراك القلب و نور الايمان و جلاءِ اليقين، لا فرق
في امكانه، بل وقوعه بين الدنيا و الآخرة.
ولكنه منع أبابصير نقل كلامه بعين تعبيره- من رؤية اللَّه في الدنيا-؛
حذراً من توهم التشبيه من جانب الجُهلاء من المخاطبين.
ردّ ما استدل به المجسّمة من النصوص
و استدل المجسمة و من حذاء حذوهم من
بعض فرق أهل السنّة بنصوص ظاهرة في
[1] -/ المصدر: ص 117، ح 20.