عبادة ذات اللَّهدون أسمائه
إنّ للَّهأسماءً كلها دلالات و عناوين حاكية عن
ذاته المقدّسة.
و المعبود إنّما هو ذاته تعالى دون أسمائه،
لكن ذاته المسمّاة بها، أي بما أنّها حقيقة هذه الأسماء و واقعيتها.
بيان ذلك: أنّ الإله- مثلًا- اسمٌ يقتضي وجود مألوه معبود، تحيّر فيه
العقول، محبوب لكل مخلوق و الهٍ نحوه محجوب عن الأبصار و هو
يدرك الأبصار كلّها، الذي هو الأوّل و الآخر و الظاهر و الباطن، عليم بكلّ
شيءٍ، و قادر على كلّ شيءٍ، و في كلمة واحدة: ذات مستجمع لجميع
صفات الكمال.
فالذي ينبغي الاعتقاد بالوهيته إنّما هو الواحد البسيط الواجد لجميع
صفات الكمال و الأسماء الحسنى و الفضائل العُليا. و الذي ينبغي أن
يُتّخذ معبوداً إنّما هو الذات المسماة بهذه الأسماء نفسها، لا شيءٌ من
الأسماء و الأوصاف بحيالها، فالاعتقاد بوجود الأسماء و الصفات
بحيالها و استقلالها شركٌ.
منها: ما روي عن الصادق عليه السلام و اشتهر بتوحيد المفضّل. و هذه
الرواية الشريفة مملوّة من الأدلّة القاطعة و مشحونة بالبراهين